داليا أبو شقة تكتب: إبداعات الدبلوماسية المصرية
إن عبقرية الدبلوماسية المصرية التى تمكنت من إخراج كل النوايا والأهداف المسمومة إلى العلن وكشفت ما فى الصدور وما يجول فى العقول وتمكنت الدبلوماسية المصرية فى أن تجعل العالم بأسره شاهداً على ملف سد النهضة.. ولم تيأس مصر إلى الآن خاصة أن مصر تدعو أثيوبيا مراراً وتكراراً وأن الفرصة مازالت سانحة للوصول إلى حل متوازن يؤمن المصالح المشتركة لكل الأطراف.. ومن الملاحظ أن إبداعات الدبلوماسية المصرية لم تقف عند حد سد النهضة ولكنها وصلت إلى حد التعاطى والتواصل والشراكة مع دول العالم قاطبة رغم التباين بينها.. فمصر ترتبط بعلاقات راسخة ومتينة مع روسيا وأمريكا والصين رغم التباين فى الرؤى بين هذه الدول.. إلا أن علاقة مصر بكل دولة لا تأتى على حساب دولة أخري.. فمصر تبنى علاقاتها مع دول العالم من خلال البحث عن موقع المصالح المصرية واحترام سيادة الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية.. لذا فمعاملة القاهرة تتسم بالشموخ والأنفة لأنها بعيدة عن المساومة أو الابتزاز.. فالسياسة المصرية لم تكن ولن تكون متناقضة عن مواقفها وقرارها بل المواقف ثابتة والقرار دائماً فى خدمة العدالة ومثال ذلك كان قرار مصر ومواقفها فى أزمتى سوريا وليبيا كان واضحاً وضوح الشمس فى أن الحلول السياسية هى الحاكمة وليس الاقتتال ورفض التدخل الخارجى فى الشئون الداخلية هذا بجانب الحفاظ على الدولة والمؤسسات خاصة الجيش فى ليبيا وسوريا.. فالسياسة المصرية والدولة المصرية تفتح ذراعيها للجميع بالسلام والتعاون بين الشعوب جميعاً فى حدود مبادئ وقواعد القانون الدولي.
فمصر فى ملف سد النهضة اختارت طريق السلام والتفاوض عن قوة وليس عن ضعف وتحرص دائماً على بناء جسور الثقة والسلام مع كافة الدول، الأمر الذى دعا بالرئيس راما فوزا رئيس الاتحاد الأفريقى إلى الإشادة بالنهج البناء فى مفاوضات سد النهضة مما يعكس الإرادة السياسية المصرية لصدق الوصول إلى حل للأزمة.