رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
داليا ابو شقة
مقالات

الأحزاب والتحديات الراهنة.. مستقبل وطن نموذجا

بقلم لواء دكتور/ راضي عبد المعطي

تعد الأحزاب السياسية الوسيط بين المجتمع والدولة، ومن ثم تسهم بقوة في تأهيل الأفراد على الساحة السياسية؛ حيث إن النجاح الحزبي يتوقف على أدائه لوظائفه المنوطة به بصورة مستمرة وفاعلة بما يؤدي إلى مساهمة واضحة في استدامة التنمية بالدولة، وبما يؤكد الرضا الجماهيري عنه وفق ما يقدمه من خدمات نوعية ترتبط بحياة المواطن، وبما يؤكد على ديمقراطية الفكر، والالتفاف حول المصلحة العليا للبلاد، وتُشكل الأحزاب السياسية المصرية هيك الا رئي اسا في المجتمع؛ إذ تُساهم بقوة في التنمية الشامله مما يعدد من أدوارها الفاعلة على أرض الواقع؛ لتصبح شريكا فعالا في نهضة الدولة. وكون الحزب وسيلة مشروعة للتنمية السياسية يتوجب عليه تنمية الثقافة الحزبية لدى منتسبيه بتعضيد فهم رؤية الحزب التي تعبر عن آماله وتطلعاته المستقبلية وأحلامه التي يبغي الوصول إليها، وكذلك استيعاب رسالته التي تشير إلى أهدفه الإجرائية التي يسعى لتحقيقها على أرض الواقع، وكلاهما تٌستمد من خطة الدولة الاستراتيجية التي تتبناها وتتعدد الأدوار الحزبية لتهتم بنشر الثقافة السياسية لدى الشعب، وتحرص على تجديدها في ضوء المستجدات والمتغيرات التي تطرأ على الساحتين المحلية والعالمية بما يعمل على تجديد الثقافة وتنمية الوعي السياسي، بما يساهم في تشكيل البناء المعرفى الصحيح لدى جموع المواطنين، وبذلك يكتسب الحزب قوته السياسية عبر التعبئة الجماهيرية اعتمادا على القناعة الفكرية التي تؤثر بصورة مباشرة في طرح المزيد من الأفكار المبتكرة حول مختلف القضايا المجتمعية وما لا يدع مجا الا للشك فإن العمل الحزبي ذات الصبغة الوطنية يسعى إلى خلق حالة من الرضا الشعبي؛ إذ يستهدف بكل إمكانياته التعبير عن رغبات الشعب، في ضوء آليات ديمقراطية أقرها الدستور.

وتؤدي الأحزاب السياسية عبر ممارساتها الواقعية مهمة خطيرة تتمثل في دعم الاستقرار المجتمعي؛ إذ تبرز بصدق الإنجازات التي تقوم بها الدولة ومؤسساتها الوطنية من خلال برامجها المتعددة سواء من خلال الإعلام أو اللقاءات والفعاليات والمبادرات الجماهيرية التي تعقدها، أو أثناء عقد المؤتمرات الشعبية والندوات التوعوية، أو في المناسبات القومية، وغيرها من التجمعات الجماهيرية؛ بالإضافة لتنظيم الزيارات الميدانية

للمشروعات القومية. وجدير بالذكر أن للحزب دورا رقابيا يقوم به تجاه الحكومة؛ بغية تقديم الدعم والمشورة، كما له أن القيام بالنقد البناء الذي يؤدي إلى التحسين والتطوير، وتقديم البدائل التي تساعد في مواجهة المشكلات المجتمعية والمؤسسية كذلك فإن الاحزاب السياسية منوط بها ان تكون ظهي ارا لكل محتاج، أو ضعيف، أو مظلوم، أو مهمش؛ ليعمل على تلبية احتياجاته ومطالبه المشروعة ليساعد فى تحقيق العداله الاجتماعية بشكل فاعل.

 ومن المبادئ التي يتمسك بها الحزب السياسي الحفاظ على النسيج الوطني بالعمل على ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية؛ من خلال البرامج التثقيفيه والتوعوية لمنتسبى الاحزاب . وعلى صعيد الواقع المصرى نجد ان التحديات عظام وأن هناك استهدافا مباشرا للدولة المصرية من عدة اتجاهات، لذا علينا أن ندرك أننا أمام أدق وأخطر مرحلة؛ ويجب علي الأحزاب السياسية المصرية أن تعمل علي تنفيذ دورها الوطنى بصورة ايجابيه ولا شك أن الرئيس عبد الفتاح السيسي مهتم بتفعيل دور الأحزاب حيث يؤكد دائما على أهمية الدور الذي تقوم به لإرساء دعائم العملية الديمقراطية والمساهمة في عملية بناء الدولة وتثبيت دعائمها وأركان مؤسساتها. ومما لا شك فيه أن الدولة المصرية في ظل الظروف الراهنة لا تستطيع وحدها مواجهة كل التحديات؛ فإن هناك حاجة ماسة أن يعتمد العمل الحزبي على كوادر لديها القدرة على مواجهة التحديات والأزمات بما يحقق أهداف الدولة ويحفظ مصالحها، من خلال رؤى تناسب المرحلة، وتتوافق مع إمكانات الدولة من خلال تبنى أفكارا خارج الصندوق تحدث توازنا داخليا وخارجيا تحافظ على مصلحة الوطن وعليها أن تختار كوادر قادرة على العطاء، تجمع بين الخبرة والشباب لرفعة شأن الوطن.

 إن المرحلة الراهنه تحتاج إلى عزيمة الوحدة وتضافر الجهود، وإلى نبذ الفرقة والتنافر والتشرذم والتناحر. نعم ربما تُحدث الأحزاب السياسية في المشهد السياسي نوعا من الاختلاف المشروع في طرح وجهات النظر المتنوعة؛ لوجود الرأي والرأي الآخر، وفي الأخذ والعطاء وفي الشد والجذب وفي الطرح والترك ، إلا أن هذه الآراء والأفكار الحزبية المتنوعة لتلك الأحزاب سوف تثري العملية السياسية بشكل كبير؛ لأنها ببساطة ما هي إلا نتاج فكري وإصلاح مجتمعي، هدفه كله الحفاظ على مقدرات الدولة وتقدمها ورفعة شأنها وأمنها وسلامة شعبها، وهذا ما حرص الرئيس السيسي علي تحقيقه من خلال إطلاقه للحوار الوطني والإلتزام بتنفيذ مخرجات هذا الحوار، ولا شك أن الأحزاب عليها مسئولية كبيرة بالتعاون مع كافة مؤسسات الوطن لدعم القيم الأخلاقية وترسيخ الهوية الوطنية والقومية ورفع الوعى بقضايا المجتمع وبالتحديات الراهنه وحجم استهداف الدوله المصريه وما تقوم به اجهزة الدولة من جهود فى هذا الشأن.

وفى هذا السياق تجدر الاشارة الى تجربة فريدة لحزب الاغلبية وهو حزب مستقبل وطن حيث برز واضحا تبنى الحزب برئاسة الرمز والقيمة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ بحكمته وادارته المتوازنة يسانده نماذج متميزه من كوادر الحزب بكافة تنظيماته على رأسها المتميز صاحب الرؤية النائب احمد عبد الجواد الامين العام للحزب لاستراتيجية متكاملة للتفاعل مع الواقع المجتمعى لمواجهة تحديات المرحله من خلال ضخ دماء جديدة واختيار نماذج ممن يملكون الخبرة والرؤية وضمها للهيكل التنظيمى للحزب على مستوى الجمهورية اضافة الى تبنى الحزب لحزمة من البرامج والمبادرات التى اسهمت وبصورة واضحه فى التعامل مع قضايا المجتمع.

وهنا اؤكد ان على جميع الاحزاب ان تتبني هذا النهج فى الارتقاء بالعمل الحزبى لمواكبة كافة التحديات وخروجا عن دائرة الاحزاب الكرتونية التى ليس لها دورا حقيقيا على ارض الواقع مع الوضع في الاعتبار ان يضع حزب مستقبل وطن باعتباره حزب الاغلبية استراتيجية للارتقاء بثقافة العمل الحزبى والتعاون مع الاحزاب الاخرى ومساعدتها للنهوض بدورها فى تحقيق المصلحه العليا للوطن مع الوضع فى الاعتبار الاهتمام بالوحدات الحزبية القاعدية بالقري والأحياء والنجوع لتكون ممثله لكافة الفئات والعائلات والرؤى حتى يكون هناك بناء حزبيا متكاملا داعما للجمهورية الجديدة مواكبا للمتغيرات المجتمعية ومواجها بقوة لتحديات المرحلة.

حفظ الله مصر

حما شعبها العظيم وقائدها الحكيم

زر الذهاب إلى الأعلى