حوارات وتحقيقات

رغم كورونا الانفجار السكانى مازال يهدد حكومة مصطفى مدبولي

المحروسة زادت أكثر من 4000 نسمة فى يومين

وزيرة الصحة: المستهدف الوصول إلى 2٪ بدلاً من 3.2٪

عدد سكان الدول المتقدمة 18٪ والنامية 52٪

أبوبكر الجندي: ضرورة فصل السكان عن الصحة

رغم انتشار فيروس كورونا إلا أن الزيادة فى مصر مستمرة بمعدلات ثابتة فى تحدى لتفشى الوباء العالمى حيث أعلنت الساعة الإلكترونية بالجهاز المركزى للاحصاء أن عدد سكان المحروسة سجل يوم السبت الموافق ٢ من مايو نحو 100 مليون، 320 ألف نسمة وهو ما يعنى زيادة نحو 320 ألف نسمة خلال الفترة من ١١ فبراير حتى الثانى من مايو الأمر الذى دعا الدكتورة «ديزيريه لبيب» مدير مشروع ٢ كفاية بوزارة التضامن إلى القول إن الزيادة السكانية تلتهم كل الإنجازات التى تشهدها مصر فى جميع المجالات.

وأضافت أن سكان مصر زادوا أكثر من 4000 نسمة خلال يومين فقط.

ولقد فاق معدل الزيادة السنوية أى نظير له فى كل بلاد الدنيا.. ففى الـ 100 عام الأخيرة تضاعفت كتلة السكان عدة مرات.. لقد كنا فى عام 1981 40 مليون نسمة.. فلقد زدنا فى حوالى 20 عاماً 20 مليون نسمة أى تعداد أكثر من دولة متوسطة.. ومن الغريب أن الاحصائيات تشير إلى أن 64٪ من النساء لا يستخدمون وسائل منع الحمل.. وفى الحقيقة أن قضية السكان قضية ذات تأثير بالغ بالنسبة للواقع المعاش والمستقبل.. وعن الانفجار السكانى قالت د.هالة زايد وزيرة الصحة والسكان أن المشروع القومى لتنظيم الأسرة يستهدف المناطق الأكثر معدلاً للنمو الاقتصادى وهذه المناطق تصل إلى نحو 72 منطقة والسيدات ما بين 12 سنة إلى 50 سنة ومن المستهدف الوصول بمعدل الزيادة السكنية إلى 2٪ بدلاً من 3.2٪ وسيتم التنفيذ من خلال مراكز تنظيم الأسرة والقوافل الثابتة والمتحركة فى جميع أنحاء الجمهورية بجانب جهود كل من الرائدات الريفيات والخدمة العامة هذا بجانب العديد من الحملات الإعلانية والتوعوية من خلال مختلف وسائل التواصل وأضافت وزيرة الصحة أن المشروع يهم وبشكل كبير فى تحقيق الأهداف التنموية مشيرة إلى أنه سيسهم وبشكل كبير فى تحقيق التغطية الصحية الشاملة وحصول الجميع على خدمات الرعاية الصحية من أدوية ولقاحات آمنة بأسعار معتدلة.. فواقع الزيادة السكانية وحل هذه المعضلة ليست حكراً على وزارة الصحة.. فهناك دور اجتماعى فالدكتورة نيفين قباج وزيرة التضامن الاجتماعى تؤكد أن هناك دوراً استراتيجياً للوزارة فى مواجهة القضية السكانية وذلك عن طريق زيادة الطلب على خدمات تنظيم الأسرة وذلك عن طريق تفعيل دور المجتمع المدنى فى مجال تنظيم الأسرة والتركيز الإيجابى على المفاهيم والسلوكيات.

والوزارة تقوم بذلك بالتعاون مع الوزارات المعنية مع التركيز على أسر تكافل والأكثر فقراً وأضافت أن الوزارة ازادت عدد الجمعيات الأهلية التى تقدم خدمات تنظيم الأسرة من 65 إلى 500 جمعية وزيادة العيادات فى القرى الفقيرة والنائية إلى 500 عيادة ونوهت الوزيرة إلى أنه لكى نزيد الطلب على خدمات تنظيم الأسرة فلابد من الإعلام الجماهيرى وحملات التواصل الاجتماعى مع الاهتمام بالتعليم والصحة لأسر برنامج تكافل الذى نفذ فيه تنظيم الأسرة.

أما اللواء خيرت بركات رئيس جهاز التعبئة العامة والاحصاء أن وصول عدد سكان مصر إلى أكثر من 100 مليون يعتبر حدثاً تاريخياً وجرس إنذار بوجود مشكلة سكانية بالرغم من أن معدلات النمو الاقتصادى زادت وأشادت بها كل المنظمات الدولية وكان معدلات الإنجاب التى وصلت إلى 3.4٪ فى الفترة العمرية للإنجاب وهناك محافظات الزيادة فيها طبيعية مثل القاهرة – الجيزة – الدقهلية ويرى اللواء خيرت أن حلول هذه المشكلة لابد من تكوين مجلس أعلى للسكان يضم كل الوزراء المعنيين بالأمر ويكون موضوع المجلس مناقشة كل ما يرتبط بالزيادة من وسائل منع الحمل ومحو أمية وتسرب من التعليم.. ويكون هذا المعيار هو وسيلة تقييم المحافظين.

ويضيف بركات أنه فى ظل الظروف الحالية فإن المرأة المصرية المتوسطة لديها بالفعل 2.7 طفل بحلول عمرها فى الـ 32.. كما يرى أن أكثر زيادة فى السكان من الصعيد فيعيش فيه 38٪ من سكان الجمهورية وفى نفس الوقت ينتج 43٪ من مواليد مصر.

أما اللواء أبوبكر الجندى رئيس جهاز الاحصاء السابق والذى استمر فى منصبه 13 عاماً أن وصول التعداد إلى أكثر من 100 مليون حدث لابد أن يلفت نظر الدولة والمسئولين والمجتمع لخطورة المشكلة السكانية.. فالأكثر فقراً هم الأكثر إنجاباً وليس هناك توازن بين النمو السكانى والنمو الاقتصادي.. ويرى الجندى أنه لابد من أنفاصل السكان عن وزارة الصحة ليس تقصيراً من وزارة الصحة ولكن لضخامة أعبائها فى تقديم الخدمات الصحية والوقائية.. ويضيف أنه يجب فتح معاهد لتخريج مقدمات الخدمة من نفس فتيات القرية أو الحى أو البلد فى الجامعات الإقليمية مع ضرورة توفير وسائل منع الحمل فى الوحدات حيث إن هناك نقصاً فى هذا المجال مع أهمية وضرورة التصنيع المحلى لهذه الوسائل.

وينوه أن عدد سكان العالم 7.3 مليار نسمة فى العالم.. عدد سكان الدول المتقدمة 18٪ والدول النامية 82٪ ورغم ذلك فمصطلح المشكلة السكانية يختلف من مكان إلى آخر ففى إيطاليا وإسبانيا وسويسرا يعتبر نقص السكان مشكلة.. وفى الدول النامية فإن الزيادة هى أم المشاكل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى