رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير : داليا ابو شقة
حوارات وتحقيقات

كارثة ..الفضائيات والمواقع وراء انتشار  الأدوية المغشوشة بالأسواق

تفتح التلفاز فتفاجأ بسيل من القنوات الفضائية.. وتنشغل بالمحمول فلا تدرى أين أنت فى مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع.. ويعاشر عقلك ما تسمعه من أدوية الأعشاب والأدوية ذات المفعول السحرى فى علاج الأمراض.. كل الأمراض.. وشعار هذه الفضائيات التى تروج لأدوية الأعشاب «سيبك من اللى فات.. وانتظر المفاجآت».

عن هذه الظاهرة الخطيرة يقول الصيدلى إسلام المنشاوي: إن هذه المواقع والقنوات مصيدة للمرضى بسبب نسبة الخصم التى تقدمها والتى تصل إلى أكثر من 30٪ هذا فى مواجهة الارتفاع الرهيب فى أسعار الأدوية – وذلك الأمر يعد مخالفة للقانون والذى لا يجيز مخالفة السعر المحدد – ومن المعروف أن أى صيدلية يثبت أنها تبيع أدوية مخفضة تقع تحت طائلة العقوبة.. ومما زاد فى عمليات عرض الأدوية والترويج لها عن طريق الفضائيات هى عمليات نقص الأدوية وانعدام أصناف منها الأمر الذى خلق صراعاً على خلق البديل حتى لو كان مغشوشاً.

ويناشد المنشاوى المسئولين فى مباحث الإنترنت وأجهزة الرقابة على الإعلام وكذلك وزارة الصحة فى تتبع بائعى الخطر للمرضي.

ويعلن الدكتور علاء غنام مدير برنامج «نحن فى الصحة».. أن إعلانات الفضائيات جريمة تنتهك حق الجماهير بالمعرفة الصحيحة للعلاج ومخالفة فى حق الحصول على الدواء من مصدره الآمن الخاضع للإشراف والرقابة موضحاً أن هناك تضليلاً من هذه الإعلانات لأن هذه المنتجات يتم صنعها دون رقابة ودون الرجوع إلى المعامل والجهات المنوط بها عملية تداول الأدوية وهذه الإعلانات تستغل سذاجة العديد من المواطنين بأنها الدواء الشافى الناجع وأنه يعتمد على الأعشاب الطبيعية.

أما الدكتور هيثم عبدالعزيز عضو نقابة الصيادلة الذى يؤكد أن القانون لا يسمح ببيع الأدوية إلا من خلال الصيدليات فهى المكان الوحيد المرخص.

وأضاف أنه سبق أن حذرنا من إعلانات الفضائيات لأنها مجهولة المصدر والتركيب هذا بالإضافة إلى انتشار إعلانات الأدوية على صفحات الفيس بوك والمواقع الإلكترونية.. فهذه الأماكن بوابة الأدوية المغضوضة والمهربة والمنعدمة الصلاحية ومعظمها خاص بأدوية التخسيس والمكملات الغذائية والمنشطات الجنسية وأدوية السكر.

ويضيف عبدالعزيز أن المشكلة تكمن فى قدم القانون الصادر فى 1955 ويحتاج إلى تحديث ومراجعة العقوبات الواردة.

وفى ذات السياق يكشف الدكتور محمود فؤاد مدير المركز المصرى للحق فى الدواء أن هذه الممارسات مخالفة لقانون الصيدلة رقم 127 لسنة 1955 موضحاً أن هناك من يستغلون الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى لبيع أدوية مجهولة المصدر والمنشأ بهدف الربح السريع على حساب صحة المواطن وأغلب هذه الأدوية خاصة بالجنس والتخسيس وعلاج السمنة بالإضافة إلى أن هناك أدوية بها مواد محرمة دولياً ويشدد فؤاد على ضرورة شراء الأدوية من مصادرها الطبيعية والمعتمدة من وزارة الصحة بالإضافة إلى حتمية التأكد من وجود رقم التسجيل على كل عبوة.

ومن داخل هذا الإطار يقول صاحب محل عطارة.. إن الإقبال اليوم فى تزايد مستمر على الأعشاب الطبية بسبب ارتفاع أسعار الأدوية وضررها الجانبى على الصحة وأغلب الزبائن يشترون أعشاباً للبشرة والتخسيس ونزلات البرد والروماتيزم وتحرص الأمهات على شراء الأعشاب لأبنائهم خاصة الرضع للحفاظ على صحتهم ورغم ذلك فالمصريون يتعاطون أدوية سنوياً بأكثر من 10 مليارات جنيه.. هذا فى الأدوية المسجلة.. أما أدوية الفضائيات والمواقع فحدث ولا حرج أما الأعشاب الطبية.. فرقم الاستهلاك عند محلات العطارة.

ويقول د.أحمد أبودومة عضو مجلس نقابة الصيادلة إنه لابد من الأخذ فى الاعتبار بعض الشروط وهى يجب لأى منتج أن يكون مسجلاً بوزارة الصحة وعدم السماح لمنتجات مجهولة المصدر على شاشات التليفزيون التى يعتبرها الجمهور مصدر ثقة ونسبها إلى الأدوية المستوردة من الخارج كما أنه لا يجوز لأى شخص الحديث عن الدواء والمنتجات سوى الأطباء ويجب أن يتم التأكد من ممارسته للمهمة وحصوله على تصريح من النقابة أو الوزارة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

زر الذهاب إلى الأعلى