كانت مفاجأة حلوة اليوم، عندما عرفت بالصدفة إنه يوافق ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير الراحل فريد الأطرش، فوجدتها فرصة لاسترجاع بعضا من ملامح الزمن الجميل، والفن الأصيل الذي قدمه فريد الأطرش.
وحقيقة، لا أذكر الوقت الذي تعلقت فيه بأفلام وأغاني فريد الأطرش، لكن ذلك بالطبع كان في أيام الصبا، فالكلمة الحلوة واللحن الصادق الجميل والإحساس العالي، لم يقدمه أحد بمثل ما أخلص له فريد الأطرش، والذي تمثل أغانيه ثروة حقيقية للفن المصري والعربي الأصيل.
فريد الأطرش، لم يكن فقط مطربًا ارتبط اسمه بالخلود من شدة صدقه وأغانيه المفعمة بالأحاسيس والحب والمشاعر، ولكنه كان موسيقارا كبيرا استطاع أن يقدم قطعا موسيقية ولحنية ذائعة الصيت، ولم أفاجأ عندما كنت أراجع بعض المعلومات قبل هذا المقال، أن اكتشف أن كل أغاني وروائع فريد الأطرش من ألحانه، رغم العدد الضخم الذي قدمه على مدى تاريخه الفني.
لحن الخلود، الذي ارتبط بفريد الأطرش، لم يكن إلا وصفا حقيقيا التصق برجل وهب حياته للفن، منذ أوائل أربعينيات القرن الماضي، فقدم نحو 31 فيلم من كبريات الأفلام الغنائية في السينما المصرية والعربية، والتي لم تقدم بعد زمن ليلى مراد وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ بهذا الزخم وهذه الروعة.
فريد الأطرش، موسيقار الحب والعشق الذي قدم باقة من أروع أغاني الرومانسية في الزمن الجميل، وقائمة أغانية كثيرة وجميلة منها، اتقل اتقل، أحبابنا يا عين، ارحمني وطمني، اسمع لما أقولك، اشتقتلك، اديني ميعاد، أنا واللي باحبه، إنت واحشنى، أهواك وروحي فداك، بحبك إنت، بقى عايز تنساني ، بنادي عليك، تعال سلم، جر إيه ياعزالنا، حبيب العمر، حكاية العمر كله كله، وأغاني خالدة في قلوبنا وأذهاننا بصفاء كلماتها وعذوبة ألحانها حتى اليوم.
فريد الأطرش، وفي ذكرى ميلاده 21 أبريل 1910، هو الفنان الذي وهب حياته للفن وليس سرا إنه لم يتزوج، وإنه سليل أسرة أمراء ونبلاء في جبل الدروز بسوريا.
واليوم وعندما ندندن، ببعض أغاني فريد الأطرش، وخلال الاستماع لها بصوته العذب سواء عبر اليوتيوب أو إذاعة الأغاني أوغيرها، يتبين لنا كما أخلص فريد الأطرش للأغنية العربية وأعطاها من عمره الكثير، وكم كان قادرا على اختيار الكلمة الحلوة واللحن البديع الذي يسافر في القلوب ويحلق مع الأحلام والذكريات والحب.
هل ينسى أحد أغنيته.
مش كفاية يا حبيبي مش كفاية
إبتسامك أو سلامك مش كفاية
مش كفاية يا حبيبي مش كفاية
عايزك إنت قلبك إنت
وأبقى جنبك من البداية للنهاية
وأغنيته العذبة:-
يا ويلي من حبه يا ويلي
يا عذابي في نهاري وليلي
لا بيرحم ولا ناره بترحم
ومحير في الحب دليلي
مش داري ولا حاسس بيّ
ولا عمره بيفكر فيّ
لا بكلمة تصبرني شويّ
ولا نظرة تشفي لي غليلي
..الله عليك.. يا فريد
وأغنيته
جرى إيه يا عزالنا شغلتوا بالنا ليه
ما تسيبونا في حالنا إيه راح يفيدكم إيه
هو اللي في الحب أتمنى يلقى نصيبه
حرام يحب ويتهنى ويا حبيبه
قولوا لنا يا عزال، يا محيرين البال
شغلتوا بالنا ليه، إيه راح يفيدكم إيه
وأغنيته الجميلة الأخرى
احلف لك ما تصدقشي
يا شاغلني ولا تعرفشي
وان قلت اسكت ما اقدرش
وازاي أحبك ولا أقولش
ده منايا في الدنيا لو تعرف مقدار حبي
وأغنيته، تقول لأ وأقول لأ وتقول قلوبنا آه
مالوش حق يقول لأ اللي بيقصد آه
فاكر قربك.. فاكر حبك فاكر ليالينا هناك
ولو جلسنا نتذكر وندندن، بأغاني فريد الأطرش وحبه وآهاته في ذكرى ميلاده، ما كفانا مائة مقال وليس مقال واحد.
فريد الأطرش يستحق ليلة غنائية كاملة سواء في مصر أو في السعودية، بمجموعة من أروع وأجمل أغانيه يستمع لها الجيل الجديد، حتى ينقي آذانه من سموم وهجايص وآفات تهل علينا تحت اسم الفن.
فريد الأطرش، مطرب شغل الناس بفنه وصدقه، في حياته وبعد مماته، فكُتب عنه أكثر من 20 كتابا وفق ما أحصته ويكبيديا، ليعرف الناس كيف شكل فريد الأطرش حلما غنائيا، وذكرى فنية آثرة وجميلة، ورومانسية خالدة عابرة للعصور وبقت في حياتنا حتى اليوم.
