دراسة: شرب القهوة في منتصف العمر يرتبط بشيخوخة صحية أفضل لدى النساء
القهوة.. أكثر من مجرد مشروب صباحي
كشفت دراسة طويلة الأمد أجراها باحثون من جامعة هارفارد وشملت نحو 50 ألف امرأة على مدى 30 عامًا، أن استهلاك القهوة المحتوية على الكافيين خلال منتصف العمر يرتبط بتحسن واضح في المؤشرات الصحية في مرحلة الشيخوخة، مثل تقليل خطر الأمراض المزمنة، الحفاظ على الحركة البدنية، وتقليل التدهور العقلي.
بيانات من دراسة الممرضات الأميركية
استندت الدراسة إلى بيانات “دراسة صحة الممرضات” (NHS) التي بدأت عام 1984، وتابعت الحالة الصحية والتغذوية لـ47,513 امرأة، وركز الباحثون على استهلاك الكافيين لدى النساء بين سن 45 و60 عامًا، وعلاقته بجودة الحياة بعد سن السبعين.
تعريف “الشيخوخة الصحية” في الدراسة
عرف الباحثون “الشيخوخة الصحية” بأنها بلوغ سن 70 عامًا أو أكثر دون الإصابة بأي من 11 مرضًا مزمنًا رئيسيًا، إلى جانب عدم وجود قيود بدنية أو مشكلات عقلية أو إدراكية، مع التمتع بذاكرة جيدة.
النتائج: القهوة فقط تُحدث الفرق
تبيّن أن النساء اللواتي تناولن حوالي 315 ملغ من الكافيين يوميًا – أي ما يعادل ثلاثة أكواب صغيرة من القهوة – كنّ أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 5% للاستمتاع بشيخوخة صحية مقارنة بمن تناولن كميات أقل. اللافت أن هذا التأثير الإيجابي لم يظهر مع الشاي أو القهوة منزوعة الكافيين أو غيرها من مصادر الكافيين.
كل كوب يُحدث فرقًا
أظهرت البيانات أن كل زيادة تعادل كوبًا إضافيًا من القهوة (حوالي 80 ملغ من الكافيين) ارتبطت بزيادة من 2% إلى 5% في المؤشرات الصحية الإيجابية، حتى مستوى 5 أكواب صغيرة يوميًا (أو كوبين ونصف بالحجم الكبير).
آفاق جديدة لفهم القهوة وتأثيرها
قالت الدكتورة سارة مهدوي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن النتائج تشير إلى أن القهوة قد تدعم بشكل فريد مسارات الشيخوخة الصحية، خاصة تلك المرتبطة بالوظائف العقلية والجسدية، على عكس أنواع المشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين.
فوائد معتدلة لكن واعدة
رغم أن التأثيرات الإيجابية لا تُعد كبيرة بمفردها، إلا أن الباحثين أكدوا أن القهوة يمكن أن تلعب دورًا وقائيًا ضمن نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة، ممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين، مع تأكيدهم على الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم تأثير المركبات المختلفة داخل القهوة.
ماذا بعد؟
يخطط الفريق البحثي لدراسة المركبات الفعالة في القهوة والتي قد تسهم في تحسين مؤشرات الشيخوخة، مع التركيز على التفاعلات البيولوجية التي تدعم الصحة الجسدية والعقلية في سن متقدمة.