محمد عبد الحميد وكيل الشؤون الاقتصادية بالنواب: التعامل بالعملات المحلية داخل بريكس يدفع دولا كثيرة للانضمام اليه وزيارة رئيس الوزراء للصين ناجحة
أكد النائب محمد عبد الحميد، وكيل لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، على الأهمية الكبيرة التي تنطوي عليها زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي للصين للمشاركة في منتدي التعاون الصيني الافريقي. قائلا: إن مصر تتمتع بعلاقات استراتيجية مع الصين . كما أن الرئيس السيسي كان لديه بعد نظر من البداية في تعزيز التعاون مع الصين.
ونوه عبد الحميد بوجود فرص استثمارية واعدة في مصر أمام الشركات الصينية الكبرى. قائلا: ان ما تتمتع به مصر من أمن وأمان واستقرار، يشجع الجميع الآن على الاستثمار فيها. كما عدد عبد الحميد، خلال حوار معنا في الاذاعة والتلفزيون الفوائد العديدة لتجمع بريكس، وكيف ان هذ التجمع استطاع ان يقضي على القطبية في العالم، وتتسابق الكثر من دول العالم ومنها تركيا مؤخرا على الانضمام له.
التقينا محمد عبد الحميد، وكيل الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب في حوار تشعب للكثير من القضايا والى نص الحوار:-
** كيف ترى زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي للصين ونتائجها؟
زيارة ناجحة بكل المقاييس، فالصين لديها الرغبة في التوسع في الاستثمارات في أفريقيا، وتميل للعمل في الدول القوية التي يتوافر فيها الأمن والآمان والاستقرار، فمصر دولة مسقرة وآفاق الاستثمار فيها مفتوحة.
كما أن البنية التحتية، التي قام بها الرئيس السيسي طوال السنوات الماضية لها صدى ورد فعل قوي داخل داخل البيئة الاستثمارية العالمية، وكل المستثمرين الذين يبحثون عن فرص استثمار يلجأون الى مصر.
فالزيارة ناجحة في تعزيز العلاقات المصرية الصينية وفي فتح آفاق أمام الاستثمارات الصينية في مصر.
**ماذا عن المنتدى التاسع للتعاون الصيني- الافريقي فوكاك ومشاركة مصر فيه؟
مشاركة مهمة جدا، فالمنتدى التاسع للتعاون الصيني-الأفريقي “فوكاك “ الذي عقد خلال الفترة من 4 إلى إلى 6 سبتمبر 2024 الجاري، شهد مشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات وفي مقدمتها مصر.
وليس خافيا أن المنتدى، ركز على سبل تعزيز التعاون الصيني-الأفريقي في إطار المبادرات التي تتبناها بكين في هذا الصدد، وبما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية.
**ماذا عن لقاءات رئيس الوزراء بعدد من رؤساء الشركات الصينية الكبرى، وماذا تحقق من نتائج خلال هذه المقابلات؟
لقد عقد رئيس الوزراء مجموعة مهمة من اللقاءات، مع عدد من المسئولين الصينيين والأفارقة، وعقد كذلك عدد من المقابلات مع مسئولي أبرز الشركات الصينية، ومن بينها شركات صينية بارزة عاملة في السوق المصرية، وتوقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والعقود المتعلقة باستثمارات جديدة أو قائمة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، علاوة على عدد من الاتفاقيات المُهمة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فهي زيارة هامة بالفعل.
** كيف ترى أهمية المنتدى؟
قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي تجتمع مرة كل 3 سنوات، بالتناوب بين الصين وإفريقيا، وقد شهد مشاركة مصرية وأفريقية واسعة ما يؤكد أهميته للطرفين.
** وكيف ترى آفاق الاستثمار الصيني في مصر وأفريقيا انطلاقا من المنتدى الأخير في بكين؟
قد يكون لدينا بعض المشاكل، لكن في العموم الوضع الاقتصادي في مصر جيد للغاية وهناك نظرة مستقبلية متفائلة وايجابية جدا بخصوص مصر. كما أن هناك شركات صينية ضخمة للغاية، تريد أن تستثمر في مصر وأخرى تريد أن تتوسع في استثماراتها . خصوصا وأن مصر ليها مزايا هائلة في مقدمتها سوق استهلاكي عظيم جدا من حوالي 110 مليون مصري، علاوة على 10 ملاين من اللاجئين الضيوف في مصر. أي سوق يتكون من 120 مليون عميل وهذه مزايا تدفع الصين وشركاتها للتوسع استثماريا في مصر وتكشف آفاق الاستثمار في البلاد.
**وهل هناك مزايا أخرى لدى مصر للتشجيع على الاستثمارات؟
بالطبع هناك الكثير مما يحفز الشركات الصينية للعمل وزيادة استثماراتها في مصر، ومنها الموقع الجغرافي. فمصر تطل على البحرين الأبيض والأحمر، وأي تواجد صيني استثماري في مصر، سيكون من السهل له دخول شمال افريقيا انطلاقا من مصر وكذلك باقي الدول الافريقية. علاوة وكما قلت فإن وجود استقرار أمني واستقرار سياسي. وجيش قوي قادر على حماية البلاد وسيادتها، كلها مزايا فريدة تشجع الشركات الصينية على الاستثمار والمجىء لمصر. فالاستثمار الآمن مكانه مصر الآن.
** كيف ترى أهمية وعوائد انضمام مصر لتجمع بريكس؟
بالطبع هناك عوائد اقتصادية ومالية ضخمة للغاية، كما أن مجموعة بريكس تتعامل بالعملات المحلية يعني الجنيه المصري واليوان الصيني، ما يخفف الضغط على الدولار لدينا ويقضي على أي مشكلة قد تظهر مثل التي حدثت عندنا من قبل. فهناك مزايا كثيرة جدا للانضمام لتجمع بريكس، وهناك دول تتسابق للانضمام الى بريكس وقد طلبت تركيا رسميا مؤخرا الانضمام للتجمع. مع الصين وروسيا.
** كيف ترى مزايا تجمع بريكس اقتصاديا؟
خلال فترة القطب الواحد وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، كان هناك تهديد للعالم وسياسة الكيل بمكيالين والاضطهاد. لكن تعدد الأقطاب عبر بريكس مثل الصين وروسيا يخلق مجالا للمنافسة. علاوة على أن اعتماد الجنيه واليوان الصيني في المعاملات التجارية بين البلدين مكسب كبير وخصوصا لمصر. وتجمع بريكس، يركز على المعاملات الاقتصادية ولا يربط ذلك بحسابات سياسية مثل ما يحدث مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
**كيف تفسر الاهتمام الصيني الكبير بأفريقيا ومصر على وجه الخصوص؟
أفريقيا سوق كبير للغاية، وأغلبها بلاد نامية ومتخلفة عن الحضارة، والصين التي قدمت 50 مليار دولار مساعدات وقروض للدول الأفريقية، تعرف جيدا انها ستسترد هذا المبلغ وأكثر منه من خلال الاستثمارت عندهم والتبادل التجاري وغيره. ومثال السودان ورغم أنه يمر بظروف صعبة جدا لكن هناك صراع على مناجم وجبال ذهب.
أما بخصوص مصر، فقد قطعنا شوطا كبيرا في الحضارة والتكنولوجيا وغير أفريقيا على الإطلاق.
**كيف ترى ما يتردد عن الاعفاء الجمركي بين البلدين؟
لو تم تنفيذ هذا الكلام، ستكون آثاره الاقتصادية كبيرة وخصوصا في قطاع الصناعة في مصر حيث استيراد الآلات والمواد الخام من الصين.
** ماذا عن مزايا التعاون الأفريقي – الصيني؟
هناك تعاون على كافة المستويات، سواء على المستويات التجارية والاقتصادية أو الاستثمارية، وهناك توسع كبير في استثمارات الصين داخل مختلف الدول الأفريقية.
**كيف ترى تواجد الصين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؟
الصين لها تواجد مهم فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وموقع مصر المتميز المطل على البحر الأحمر والمتوسط جعلها منفذا للصين ولكل دول العالم. وهناك فرص واعدة للاستثمار الصيني في مصر، يساهم فى زيادة الصادرات المصرية إلى الخارج وتوفير العملة الصعبة، واستغلال العمالة المصرية في الاستثمارات الصينية فى مصر.
**كيف ترى نظرة مصر للصين؟
مصر تنظر إلى الصين، بوصفها مثالًا يُحتذى به في مجال البناء والنهضة العمرانية، وبكين تُعد شريكًا استراتيجيًا لمصر في مواجهة الأزمات الدولية الراهنة. وقد تم تم إنشاء وحدة الصين بمجلس الوزراء تحت رئاسة المهندسة راندة المنشاوي، مساعد أول رئيس الوزراء، مع إشراف مباشر من رئيس الوزراء، لمتابعة مختلف المشروعات الصينية، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة المصرية لتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري مع الصين.
**كيف ترى تحرك الرئيس السيسي واهتمامه بالصين؟
من البداية، مصر كان لديها بعد نظر بتعزيز العلاقات مع الصن وروسيا وتوسعت كثيرا معهما في مختلف المجالات وهو ما يحسب للرئيس السيسي، ونتمنى متانة أكبر للعلاقات واتساع شديد لها خلال الفترة القادمة، ومن المهم أن نشير الى “زيارة الدولة” التي قام بها الرئيس السيسي إلى الصين خلال الفترة من 28 إلى 31 مايو 2024، ومُشاركته كضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ10 للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الصيني، والتفاهمات المشتركة مع الرئيس الصيني شي جين بينج للتوافق على مشروعات وبرامج تعاون الصديقين، بما يُسهم في تعزيز الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين ويعود بالنفع على شعبيهما الصديقين. كما أننا نأمل خيرا مع تولي الفريق كامل الوزير، مقاليد وزارة الصناعة أن تحدث نقلة سواء في التصدير أو على مستوى القطاع الصناعي. وتوسع عمل واستثمارات الشركات الصينية الكبرى في مصر والتي تحتاج إلى اهتمام خاص بها.