رئيس مجلس الإدارة والتحرير
داليا ابو شقة
أخبارحوارات وتحقيقات

تصعيد غير مسبوق في غزة.. إسرائيل تكثف هجماتها الوحشية

في تطور ميداني جديد وصفته المصادر الإسرائيلية بأنه “الأكبر منذ أشهر”، أعلن مسؤول إسرائيلي رفيع، اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي بدأ تنفيذ مرحلة تصعيد عسكرية جديدة في قطاع غزة، تحت اسم “عملية الأسد الصاعد”، وسط تقارير عن اقتراب إبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار مع حركة “حماس”.

أهداف عسكرية تمهيداً للاتفاق

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المسؤول أن تكثيف الضغط العسكري يأتي ضمن خطة للتمهيد لاتفاق مرتقب، مشيراً إلى أن الجيش يسعى إلى السيطرة على بيت حانون ومدينة غزة، إضافة إلى تفكيك لواءين عسكريين تابعين لحماس، تمهيداً لتثبيت الأهداف الاستراتيجية قبل أي اتفاق.

وأكد المسؤول أن وتيرة التصعيد ستزداد خلال الأيام المقبلة، قائلاً إن الجيش الإسرائيلي يعتزم شن هجمات أكثر كثافة على مناطق محددة، في انتظار الإعلان عن الاتفاق بشكل رسمي.

عملية “الأسد الصاعد” وتكثيف الغارات

وبحسب هيئة البث، أطلق الجيش الإسرائيلي على المرحلة الجديدة من عملياته في غزة اسم “الأسد الصاعد”، وهو نفس الاسم الذي استخدمته تل أبيب في وقت سابق لعملياتها ضد إيران، في إشارة إلى أهمية هذه المرحلة بالنسبة للقيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية.

ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين

في السياق ذاته، تواصل القصف الإسرائيلي العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 63 فلسطينياً فجر اليوم الخميس، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، مشيرة إلى أن من بين الضحايا 28 مواطناً كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية وسط وجنوب القطاع.

كما قصف الطيران الإسرائيلي مدرسة مصطفى حافظ في حي الرمال بمدينة غزة، والتي تؤوي نازحين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنه الدفاع المدني الفلسطيني.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيتحقق من هذه المزاعم المتعلقة بالقصف الذي طال المدرسة.

استهداف “المنطقة الآمنة”

وفي وقت سابق، قُتل 111 فلسطينياً الأربعاء في قصف إسرائيلي طال أحياء سكنية ومخيمات للنازحين ومدارس، منها خيمة إيواء في منطقة المواصي بخان يونس، وهي منطقة سبق أن أعلنتها إسرائيل “آمنة” منذ نهاية عام 2023.

وأثار استهداف المواصي موجة غضب واستنكار دولي، وسط دعوات لإسرائيل بوقف استهداف المدنيين والأماكن المخصصة للنازحين.

صفقة مرتقبة.. ومخاوف من انهيار الهدنة

رغم هذا التصعيد الدموي، تشير تقارير متعددة إلى أن الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس برعاية إقليمية ودولية ما زالت مستمرة، من أجل التوصل إلى صفقة متكاملة تشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلا أن التصعيد الميداني يهدد بعرقلة هذه الجهود، ويزيد من الضغوط الإنسانية الهائلة على سكان القطاع.

ويرى مراقبون أن إسرائيل تحاول فرض شروط ميدانية أقوى قبل الدخول في أي اتفاق، بينما تسعى حماس إلى انتزاع مكاسب سياسية وإنسانية تُخفف من معاناة المدنيين.

الأوضاع الإنسانية تتدهور

تزامنًا مع استمرار القتال، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة وسط نقص حاد في المياه والغذاء والمستلزمات الطبية، في حين تتعثر جهود إدخال المساعدات بفعل القصف المتواصل، وغياب ضمانات آمنة لوصول فرق الإغاثة.

في الختام

بينما تتصاعد العمليات العسكرية على الأرض تحت عنوان “الأسد الصاعد”، تترقب الأوساط الإقليمية والدولية نتائج مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في وقت تحذر فيه منظمات إنسانية وحقوقية من كارثة إنسانية شاملة، إذا ما استمرت آلة الحرب دون رادع.

زر الذهاب إلى الأعلى