ملاعيب أردوغان!
يوم الجمعة الماضى، وقع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على قرار بتحويل متحف آيا صوفيا باسطنبول إلى مسجد واستقبال المصلين فيه. وقد نال ذلك القرار استحسان كثير من المسلمين بالطبع…، ولكنه أثار أيضا ردود فعل متباينة، فما هى الحكاية؟ إن آيا صوفيا فى الأساس هى كنيسة أو كاتدرائية هائلة من أهم التحف المعمارية فى الشرق، بنيت فى القرن الرابع.
و قد زرت آيا منذ فترة طويلة، كأحد أهم معالم اسطنبول، وباعتبارها ال كنيسة أو الكاتدرائية الفاخرة العريقة، التى تحولت على يد السلطان العثمانى محمد الفاتح إلى مسجد كبير، ثم حولها كمال أتاتورك إلى متحف فى عام 1934.
والزائر لمتحف آيا صوفيا يلاحظ فى أركانها المختلفة النقوش الإسلامية والآيات القرأنية المكتوبة على جدران ال كنيسة ، وبين صورها الدينية المسيحية. غير أن متحف آيا صوفيا ظل مستهدفا لحملات تنظمها جمعيات دينية إسلامية نشطت بشدة لإعادته كمسجد. وأخيرا أصدر أردوغان قراره بتحويل آيا صوفيا لمسجد تجرى الصلاة فيه.
لماذا أصدر أردوغان قراره ذلك؟ وهل هو انتصار للإسلام كما يصوره أردوغان؟ إن أردوغان اعتاد فى حملاته الانتخابية الترويج لتلك الفكرة جذبا لأصوات الناخبين المتدينين فى حملاته الانتخابية، غير أننى لا أرى تصرفه هذا اليوم إلا اتساقا مع أوهامه بإعادة الخلافة العثمانية، فأردوغان يتحدث بثقة باعتباره زعيم المسلمين أو خليفتهم فى العالم، وكما قال عبر تويتر الجمعة الماضية: إن إحياء آيا صوفيا هو بداية جديدة للمسلمين فى كافة أنحاء العالم من أجل الخروج من العصور المظلمة ، وسلام مرسل من أعماق قلوبنا إلى كافة المدن التى ترمز لحضارتنا بدءا من بخارى وصولا إلى الأندلس . بل قال أردوغان, وهو من أقرب أصدقاء إسرائيل, إن تحويل آيا صوفيا لمسجد يعتير: بشارة نحو عودة الحرية للمسجد الأقصى.
بصراحة أنا معجب بألاعيب أردوغان وقدراته الفائقة فى لعبة الثلاث ورقات.
نقلا عن صحيفة الأهرام