دلالة سقوط الإخوان فى تونس
دلالة سقوط الإخوان فى تونس
كتبت- داليا أبوشقة
فى دراسة رفض الشارع المصرى للإخوان الإرهابية بسقوط حركة النهضة فى تونس تهاوت آخر معاقل التنظيم الدولى للإخوان بعد فقد الذراع الوحيدة له فى السلطة بعد سقوط الإخوان عن الحكم تباعاً فى عدة دول عربية وعلى رأسها مصر إثر ثورة 30 يونيو 2013 ويرى كثير من المراقبين أن الوضع الحالى للإخوان هو السقوط الأخير للجماعة بعد الضربات المتلاحقة خاصة فى ظل الخناق الأوروبى بل العالمى غير المسبوق عليها وحظر أنشطتها فى عدة دول آخرها ألمانيا والنمسا الأمر الذى قد يضطر التنظيم معه إلى تجميد نشاطه بشكل مؤقت لمواجهة هذا العداء الكاسح خاصة أن ما حدث فى تونس قضى على مخطط التمكين الذى حاولت الجماعة تحقيقه منذ سنوات.
الحقيقة أن التنظيم يمر حالياً بمرحلة تتسم بالهشاشة والضعف الواضح وأن ما حدث فى تونس سيلقى بظلاله على قدرة التنظيم على صد الضربات المتلاحقة ضده ويرى كثير من المراقبين أن سقوط التنظيم فى تونس كان أمراً متوقعاً مع تردى الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية ووصول البلاد إلى حافة الهاوية على الرغم من عقيدة الإخوان الراسخة فى الحكم «المغالبة لا المشاركة» بمعنى الانفراد بالقرارات وبعدهم عن الاندماج والتعاون مع قوى سياسية أخري.. الأمر الذى أدى فى النهاية للسقوط المدوى سياسياً ورفضهم شعبياً فى الدول العربية.
وفى دراسة لمركز الإنذار المبكر تبين ان هناك حالة من الرفض المجتمعى لجماعة الإخوان الإرهابية طوال السنوات الثمان الماضية بعد اندلاع ثورة 30 يونيو وعزل جماعة الإخوان من الحكم بسبب عنف الجماعة ومبادئها المتطرفة ضد الوطن ومؤسساته وتهديد أركان الدولة ومحاولة إحداث فتنة فى نسيج المجتمع المصري.. وشرحت الدراسة أن تجربة الإخوان السياسية كشفت عدم امتلاكها أى ميزة نسبية تمكن المجتمع من تقبلها ودعم تجربتها كما ساهمت تجربة السنة الإخوانية القريبة من ذاكرة المجتمع على التأكيد على عدم قدرة الجماعة على التطور وابتكار حلول للأزمات اليومية المختلفة.
ولقد أرجعت الجماعة الفشل فى حل الأزمات إلى الدول العميقة وكذلك استعداء قطاعات من المجتمع على قطاعات أخري.. إضافة إلى إظهار الإعجاب ومغازلة القطاعات الجهادية.. وأثارت الدراسة التساؤل حول طبيعة الموجود المتوقع وفرص الاستمرار والتواجد السياسى والمجتمعي.. وتبين أن هناك عدة تحديات مركزية وأن التحديات الاجتماعية تتجاوز كل التحديات لاسياسية التى تواجه الجماعة.. إلا أن الوجود والتحدى المجتمعى هو التحدى الأعظم أمام الإخوان فى ظل التراكمات والتصرفات السلبية خاصة أن الذاكرة الجمعية مازالت تحتفظ بالسلوكيات الخاطئة وأوضحت الدراسة أن السلوك العنيف والتصرفات الوحشية الذى سلكته واستباحه مجموعات العنف التابعة للإخوان الذى أسفرت عن خسائر مالية وبشرية كبيرة يصعب إلى حد كبير تجاوزها فضلاً عن غياب الثقة والقبول التى كانت تحظى به الجماعة فى ظل إخفاقاتها فى عام الحكم الأسود وممارستها السياسية الإقصائية فضلاً عن ارتباكها السياسي.