إن عبادة جبر الخواطر، خلق انساني عظيم له دلالة على سمو النفس وسلامة الروح ورجاحة العقل لأنه يجبر به نفوس تم كسرها واجسادا ارهقت من التعب.
وعن جبر الخواطر يقول الامام سفيان الثوري: ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد الى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم. وكلمة الجبر مأخوذة من اسماء الله الحسنى وهو اسم الله (الجبار) وهذا الاسم يطمئن القلب ويريح النفس البشرية، فالله الجبار هو الذي يجبر الفقر بالغنى والمرض بالصحة والخوف بالأمن فالله جبار منصف. وطلب الجبر من الله سبحانه كان من دعاء الرسول ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني ) وجبر الخاطر عبادة يسيرة ليست مجهدة فيمكن ان تتحقق بابتسامة بمسحة على رأس يتيم، بتواضع مع الغير ورفع الحرج عن انسان.
وهكذا جبر الخواطر من أعظم العبادات لذا يكافىء بجبر خاطره ويكفيه شر المخاطر. ولقد دعانا الاسلام على التنافس في فعل الخيرات والتسابق في فعل الطاعات فالله يقول (سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عر ضها كعرض السماء والأرض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك من فضل الله يؤيته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وقال ابن القيم : السابقون في الدنيا الى الخيرات هم السابقون يوم القيامة الى الجنات.
لذا يجب ان نسارع الى الخيرات ونبادر الى الطاعات والمسارعة في الخيرات كانت من اخلاق سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الابرار ومن الاقوال الشائعة: لقمة في فم جائع خير من بناء جامع. وخاصة في وقت الازمات الاقتصادية وصعوبة المعيشة على الفقراء أسالك سبحانك أن تجبر بخاطرنا في الدنيا والاخرة.
وهيا بنا نجبر بخاطر بعضنا البعض.