رئيس مجلس الإدارة والتحرير
داليا ابو شقة
مقالات

إبراهيم شعبان يكتب: ضربات إسرائيلية تهز إيران.. تصعيد ينذر بمواجهة كبرى

ليس هناك مفاجأة حقيقية في الضربات الإسرائيلية التي طالت إيران خلال الساعات الماضية، ويتوقّع استمرارها لأيام في عملية أطلق عليها جيش الاحتلال “الأسد الصاعد”، ولكن وجه الغرابة والمفاجأة في رأيي حتى اللحظة، هو عدم تمكن إيران من الصمود أمام عدة موجات جوية وحشية عبر أكثر من 200 طائرة إسرائيلية، وعلى غير ما كان متصوَّرًا، واسقاط عدد منها ما يؤكد أن الدفاع الجوي الإيراني، ورغم الصخب طوال السنوات الماضية، كان نمرًا من ورق.

أما وجه الغرابة الآخر، فهو قدرة الاحتلال الإسرائيلي على استهداف كل هؤلاء القادة الإيرانيين من مستوى رفيع، في مقدمتهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، وغيرهم، واستهداف 6 علماء إيرانيين نوويين، ما يؤكد على جسامة الاختراق الإسرائيلي لإيران واستباحة مدنها والعاصمة طهران، والوصول إلى مواقع خطيرة وحساسة بهذا الشكل.

التطورات في إيران على وقع عاصفة حرب الخليج الرابعة متسارعة، ولا يمكن لأحد التنبؤ بالقادم، لكن هناك نذرًا ومشاهد تؤكد أن الضربات الإسرائيلية – والتي بالطبع لن تنتهي هكذا أو تمر بسلام – كانت وحشية وعنيفة، وفي قلب طهران، وأجهزت على العديد من منشآتها النووية وسببت لها أضرار كبيرة.

وفي الوقت الذي أكّد فيه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده سترد بشكل عاجل وصارم على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت عسكرية ونووية إيرانية، مشدّدًا على أن “الرد المشروع والساحق سيدفع الكيان الصهيوني للندم على فعلته الغبية”، ومشددا: أن طهران سترد بحزم على أي اعتداء دفاعًا عن سيادتها، داعيًا الشعب الإيراني إلى الثقة في قيادته، ومطمئنًا بأن البلاد “ستخرج من الأزمة مرفوعة الرأس”.

كشفت تقارير غربية وإسرائيلية أن الهجوم الإسرائيلي، استهدف بشكل رئيسي البرنامج النووي الإيراني، وأسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، في خسارة فادحة لا يمكن لإيران مداراتها أو التنصل منها.

كما شهد شمال غربي إيران دوي انفجارات ضخمة، بعدما أفادت وكالة “تسنيم” باندلاع حريق ضخم في مطار تبريز، فيما أكّدت القناة 12 الإسرائيلية أن سلاح الجو دمّر المطار العسكري بالكامل، ضمن الهجوم الذي شاركت فيه نحو 200 طائرة مقاتلة، واستهدف أكثر من 100 هدف خلال ساعات الليل وعشرات الأهداف ظهر اليوم الجمعة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في خطاب عدواني، إن الغارات كانت “ضربة افتتاحية ناجحة للغاية” ضد قلب البرنامج النووي الإيراني ومنشآت رئيسية مثل نطنز، مشيرًا إلى أن العملية تهدف إلى تعطيل جهود طهران في تخصيب اليورانيوم وصناعة الأسلحة النووية، وأن “الهجوم سيستمر لأيام عدة حتى يتم القضاء على التهديد الإيراني”.

من جانبه، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده للهجوم الإسرائيلي، واصفًا إياه بأنه “ممتاز”، ومشيرًا إلى أن “القادم أسوأ”. وفي مقابلات صحفية متعددة، أكد ترامب أنه منح إيران فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي، محذرًا من أن استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم قد يؤدي إلى “تدمير الإمبراطورية الإيرانية”. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تأمل في عقد جولة مفاوضات مع إيران في مسقط، رغم التصعيد العسكري، مؤكدًا أن بعض القادة الإيرانيين “قُتلوا الآن، والقادم أسوأ”. بنص تصريحاته!!

القادم في التطورات الإقليمية، وفي الحرب بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية، لا يمكن التنبؤ به، خصوصًا بعدما تعهّد المرشد الإيراني علي خامنئي برد “مرير ومؤلم”، مشيرًا إلى أن “الكيان الصهيوني رسم لنفسه مصيرًا مظلمًا بهذه الجريمة”.

وفي ظل هذا التصعيد الخطير، تبقى المنطقة على شفا مواجهة واسعة، مع ترقب الرد الإيراني الذي قد يشمل هجمات صاروخية أو بطائرات مسيّرة، فيما تستعد إسرائيل لمواجهة أي تصعيد محتمل، معلنة حالة الطوارئ تحسّبًا لأي تطورات مفاجئة.

ويبقى العرب في قلب أتون حرب واسعة اندلعت للتو بين طهران وإسرائيل والولايات المتحدة، ومن المؤكد أنها لن تنتهي قريبًا أو يُسدل ستارها سريعًا، بعد خسارة طهران الفادحة حتى هذه اللحظة، وما هو متوقع أيضًا خلال الأيام القادمة، وما قد يكون لهذه التطورات من آثار واضحة على النفط والدولار والاقتصاد العالمي، وقد تعلن بعض القوى العالمية وقوفها إلى جانب إيران.. وهذا تحليل مبدئي وقراءة سريعة للحرب الكبرى التي اندلعت اليوم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى