التربية الرياضية فى المناهج التعليمية
إن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى بجعل التربية الرياضية مادة أساسية فى المدارس وأن هذه الدعوة ستغير بشكل كبير من النمط التعليمى المعتاد.. ولما كانت الدولة المصرية اعتبرت عام 2019 عام التعليم ولقد أجمع خبراء التعليم وعلماء النفس التربوى وأساتذة المناهج أن الرياضة البدنية هى من أساسيات تطوير التعليم وتحسين جودته.. وعن ذلك قال الدكتور حسن الببلاوى أستاذ علم الاجتماع التربوى فى جامعة حلوان والأمين العام للمجلس العربى للطفولة والتنمية على أهمية الدور الذى يمكن أن تلعبه ممارسة الرياضة فى المدارس بشرط أن يكون الاهتمام منذ المرحلة الابتدائية فالتربية الرياضية مثل التربية على المواطنة لأن فائدة التعليم أن يخرج بشر يتحاورون معاً ويختلفون معاً من أجل التوافق فالتربية الرياضية ليست بناء جسد فقط ولكنها تعلم الطالب كيف يكون عضواً فى فريق وهى تهذيب وخلق وسلوك.
أضاف الببلاوى لقد أصبح فى العالم كله التيار السائد لربط بين الدوائر الثلاث التربية على المواطنة والتربية البدنية والتربية الأخلاقية وهذه التيارات متشابكة ومرتبطة معاً ولتطبيق هذه الدوائر الثلاث خاصة التربية البدنية فنحن نحتاج إلى مؤازرة المجتمع فلابد من التعاون بين المدارس ممثلة فى الوزارة وبين النوادى والساحات والمراكز الشعبية ويمثلها وزارة الشباب والرياضة وأشار إلى أنه لا تريد ان تكون مادة التربية الرياضية من مادة نجاح ورسوب ولكن ضمن الأنشطة متمنياً أن يتحول التعليم كله إلى أنشطة وعلى قدر الإمكان نريد أن نحرر أولادنا من الخوف من الامتحان.
أما الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس وعضو المجالس القومية المتخصصة الذى قال إن دعوة الرئيس السيسى بجعل التربية الرياضية مادة أساسية فى التعليم هى دعوة إنسانية وعلمية وأخلاقية لأن مصر تحتاج إلى إنسان جديد فى مرحلتنا الجديدة الراهنة.
أضاف قائلاً: إن التربية الحديثة تهدف إلى تنمية مهارات التعلم والاهتمام بالجانب المعرفى والوجدانى للطالب فى جميع مراحل الدراسة والاهتمام بالفنون والرياضة جزء أساسى من الجانب الوجدانى لأنها تنمى الإحساس وأى طالب كى يستطيع الاستيعاب الجيد يحتاج إلى أن يمتلك لياقة بدنية جيدة وهناك علاقة مشتركة بين الاستيعاب وممارسة الرياضة.
أكد الدكتور حسن شحاتة أنه يجب ألا تتحمل وزارة التربية والتعليم المسئولية وحدها بل هى مسئولية تضامنية مع عدد من الوزارات مثل الشباب والرياضة وكذلك يجب ان يساهم رجال الأعمال لأن معظم المدارس تحتاج إلى تجهيزات رياضية.
أما الدكتور سامى محمود أستاذ علم النفس التربوى وعمد تربية المنوفية السابق فيؤكد أن أولاً لابد من تحديد الهدف من العملية التعليمية هل هو الشهادة أم التعليم بكل ما تحمله من معنى ومن أجل التعليم الصحيح لابد أن يهتم التعليم بتنمية شخصية الإنسان التى تبدأ من المرحلة الابتدائية من خلال التعليم بالأنشطة والاستكشاف وليس التلقين والحفظ ولذا تعد التربية البدنية من أهم هذه الأنشطة بجانب الموسيقى والنفون بوجه عام.
أضاف أنه يجب التعامل الجيد مع الوجبة المدرسية الصحيحة لأن الرياضة بمفردها لا تحقق الهدف المرجو خاصة إذا كانت الأسرة غير ملمة بأصول الغداء الصحى.
قال الدكتور كمال غيث الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية لا خلاف على أهمية التربية البدنية وتدريسها منذ الصغر ولكن قبل ان تكون الرياضة مادة أساسية وتضاف للمجموع يجب ان تقدم وزارة التربية والتعليم دراسة وافية عن حال الأنشطة الرياضية بأنواعها فى المدارس من حيث الوفرة والمواد الخام والأدوات والملاعب وكذلك ميزانية النشاط المالية فى هذه الحالة سيكون ممارسة الطلاب للنشاط منطقياً مع ملاحظة ان هناك ما يقارب من 20٪ من الطلاب خارج فكرة التربية البدنية إما لإعاقة بصرية أو بدنية.
يرى د.مغيث أن تكون مادة التربية الرياضية مادة مرجحة عند التسوى وأن تكون التفوق الرياضى يرجح دخول الطالب الكلية المناسبة لتفوقه وهكذا فى باقى الأنشطة.
ومؤخراً وفى إطار الوصول لأفضل حالة صحية للمواطنين أصدر الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم الفنى قرار بتحويل التربية الرياضية كمادة أساسية للصفين الأول والثانى الثانوى.