أسرار المعركة الأخيرة لفلول الإخوان فى ليبيا

لقد تشاركت مصر وليبيا عبر العصور الآمال والآلام، وجمعهما رباط الحنين والحضارة والثقافة والعِرق، فأدخلهما البحر المتوسط وأفريقيا الموقع والحدود الممتدة في نطاق حضاري واحد، وربطت بينهما جذور تاريخية تعود إلى عهد الأسرة الثالثة (٢٦٥٠–٢٥٧٥ قبل الميلاد)، وامتدت في حقبة الدولتين الوسطى والحديثة سيما عهد رمسيس الثالث، فأطلق الفراعنة عليها «تريبوليس» (طرابلس) ومعناها المدن الثلاث.
انتقلت مصر وليبيا معاً إلى حكم ملك الفرس قمبيز، ثمّ حكم البطالمة، ثمّ حكم الرومان سنة ٣١ قبل الميلاد، كذلك تحوّل القطران معاً إلى العروبة والإسلام في أعقاب وصول الفتح العربي الإسلامي العام ٦٤٢ بقيادة عمرو بن العاص إلى أفريقيا الذي أوقف عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– حركة جيوشه في ليبيا، فعندما كتب ابن العاص إلى عمر رسالة جاء فيها: «إنّا قد بلغنا طرابلس وبينها وبين أفريقيا (تونس) تسعة أيام، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لنا في غزوها فعلنا»، فكتب إليه عمر ينهاه عنها، ويأمره بالوقوف عند هذا الحدّ، فعاد مُكرهاً بعد أن استخلف على ليبيا عقبة بن نافع الفهري، الذي سينطلقُ بعد ذلك من ليبيا إلى فتح بلاد المغرب.
واختلط الدم المصري بالدم الليبي بالمصاهرة حتى أصبح سكان غرب الدلتا والصحراء الغربية، لا يختلفون عن سكان ليبيا نفسها، فكان لتنقلات القبائل العربية بين مصر وليبيا أثر كبير في تجانس القطرين وتوطيد أركان العروبة بينهما؛ فلا تكاد توجد قبيلة في برقة إلا لها فروع في مصر، ومن أشهر تلك القبائل بني هلال وبني سليم التي هاجرت في القرن الحادي عشر الميلادي من مصر إلى ليبيا، ثم عادت بعض فروعها إلى مصر مرة أخرى، ومنهم “أولاد علي” الذين توزّعوا بين السلوم والإسكندرية والبحيرة، و”الفوايد” و”الجوازي” الذين استقروا في محافظة الفيوم، وكانت الجوازي من بني سليم قد اضطروا للهجرة إلى مصر بعد مجزرة برقة في ٥ أيلول (سبتمبر) ١٨١٦ التي قتل فيها العثمانيون عشرة آلاف من الجوازي في ليلة واحدة لعصيانهم لأوامر الوالي العثماني “القرمانللي” ورفْضهم دفع المكوس والضرائب.
في العام ١٥١٧ دَانَت مصر للعثمانيين بعد شنق “طومان باي” آخر حكام دولة المماليك، بعد أن كسرهم ثلاث مرات، ولحقت بمصر ليبيا، ففي منتصف القرن السادس عشر نشط الأتراك في القرصنة حتى فرضوا في القرن السابع عشر سلطانهم على البحر المتوسط ، وقرّروا على السفن التجارية العابرة جباية عُرفت بـ “دايات طرابلس”، ومن يمتنع من السفن تُسلب حمولتها ويُؤسر مَنْ عليها ويُباعوا بيع الرقيق، وكان طورغود القائد البحري التركي أول من أقام للقراصنة دولة في طرابلس؛ فبعد أن خلّص البلاد من حكم الصليبيين العام ١٥٥٣ أخذ في تحصين قلاع ومرافئ طرابلس وشيّد أسطولاً بحرياً من سفن القرصنة أنزل به الرعب في قلوب الملاحين والتّجار من شعوب أوروبا وأفريقيا.
وبموت “طورغود” أصبحت تبعية ليبيا للعثمانيين شكلية، فأحكم قادة الجنود الانكشارية سيطرتهم عليها، بعد أن جمعوا ثروات كبيرة من القرصنة، وبعد قرابة القرن والنصف قرن دبّ بينهم الاختلاف، فحاول كلّ منهم أن يستبد بالأمر حتى حسم أحد قادتهم “أحمد القرمانللي” الأمر لنفسه العام١٧١١، وجعل حكم ليبيا في أسرته دون غيرها من الأتراك، وتقوّى بما يجمع من أموال القرصنة، وما تدفعه الحكومات من رسوم وعطايا لتأمين تجارتها وسفنها التي كانت تمر في شرقي البحر المتوسط.
وأخذت أسرة القرمانللي تُجري المعاهدات معه دون الرجوع إلى السلطان العثماني حتى العام ١٨٣٥، فقد انتهز السلطان العثماني محمود الثاني فرصة تفاقم النزاع في طرابلس بين الأتراك من أسرة القرمنلي على الحكم، فأرسل قوة بحرية مكونة من ٢٢ سفينة، وعليها والٍ من قبلِهِ ليستولي على الحكم هناك؛ ليستعيد السلطان بذلك سيطرته المباشرة، وأخذ في استمالة الأهالي بإنشاء المدارس وإصلاح شؤون الإدارة إلا أنّ الوقت لم يسعفْه، فسرعان ما دبّ في دولة العثمانيين الضعف بعد هزائمهم المتوالية أمام روسيا وولاتها في البلقان، فلم تقوَ على الصمود أمام المستعمر الأوروبي الذي أخذ في التوسّع على حساب إمبراطوريتها المتهاوية في الشرق، فلم يجد الأسطول الإيطالي صعوبة في إخضاع المدن الساحلية: طرابلس وبنغازي ودرنة خلال ٢٤ ساعة من إعلانه الحرب على القوات التركية التي انسحبت من سواحل ليبيا.
خاضت المقاومة الشعبية ضد المستعمر الإيطالي حرباً بلاً هوادة بقيادة حفيدي الشيخ محمد علي السنوسي مؤسس الطريقة السنوسية الذي سبق ولجأ إلى القاهرة فترة حكم “محمد علي” العام ١٨٢٠ هرباً من بطش الأتراك، فاحتضنه الأزهر، والتفّ حوله المصريون، فانتشرت في مصر الزوايا السنوسية ومنها انتقلت إلى ليبيا، وعندما انكسرت الموجة الأولى من المقاومة الليبية للإيطاليين العام ١٩٢٤ لم يجد أحفاد محمد إدريس السنوسي ملاذاً لهم سوى مصر التي فتحت ذراعيها لاستقبالهم كما استقبلت جدهم.
ذلّلت مصر رغم احتلالها جميع العقبات أمام المهاجرين الليبيين، وفتحت لهم قنواتها المسموعة والمقروءة؛ فأول الأنشطة التي تأسست من أجلها جمعية الهلال الأحمر المصري برئاسة الشيخ علي يوسف تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الليبي، فناضلت مصر من أجل ليبيا نضالها لنفسها، ولم تمنعها أغلال الاحتلال البريطاني من دعم المقاومة الليبية في موجتها ثانية التي حمل رايتها البطل الليبي عمر المختار فتدفق السلاح من مصر إلى ليبيا، وانخرط بعض المصريين في المقاومة الليبية منهم “عزيز المصري” الذي نال رمزية كبيرة في الوجدان الليبي، والتف حوله أبناء بنغازي والعرب هناك حتى أصبح قائداً للمقاومة في منطقة بنغازي حينئذ.
كذلك ساندت مصر الشعب الليبي إعلامياً، فأسس الليبيون في مصر جمعيات ومنابر إعلامية انطلق منها القادة الليبيون يشحذون الهمم لمواجهة الاحتلال الإيطالي، ومن أشهر تلك الشخصيات الشيخ طاهر أحمد الزاوي، ومن قبله أحمد السويحلي، وأصدر المهاجرون الطرابلسيون في مصر كتاب “فجيعة العرب في طرابلس الغرب” لكشف مآسي الشعب الليبي على يد الإيطاليين، وتدفقت المعونات على أبناء ليبيا فأنشأوا معسكرات تدريب في مصر نجحت في ضخّ دماء جديدة في جسد المقاومة الليبية التي أرغمت الإيطاليين بعد تضحيات كبيرة على إعلان الخروج من ليبيا في (فبراير) ١٩٤٣.
واستكملت مصر دعم النضال الليبي سياسياً حتى يتحقق الاستقلال الليبي الكامل، ففي ١٢ (سبتمبر) ١٩٤٥ تقدمت مصر بمذكرة إلى مجلس وزراء خارجية الدول الكبرى في لندن تُطالبُ فيها بضرورة تقرير أبناء ليبيا لمصيرهم ومنحهم الاستقلال الكامل بحدودها الطبيعية من الحدود المصرية إلى الحدود التونسية والجزائرية وإلى الصحراء الكبرى جنوباً، وعلى أثر ذلك تألفت في القاهرة هيئة من الزعماء الليبيين أطلق عليها اسم (هيئة تحرير ليبيا) في شهر (مارس) ١٩٤٧.
وواصلت مصر جهودها في دعم النضال الليبي دبلوماسياً؛ فقدّمت إلى هيئة الأمم المتحدة الأسانيد التاريخية والبراهين السياسية والاقتصادية التي تثبت حق شعب ليبيا في المكان والمكانة، وشاركت في صياغة البيان الذي أعلنته هيئة الأمم المتحدة في ٢١ (نوفمبر) ١٩٤٩ الذي يقضي باستقلال البلاد بالتنسيق مع دول الجوار في فترة انتقالية أقصاها (يناير) ١٩٥٢، وشُكّلت عدة لجان بمشاركة مصرية من أجل المساعدة في بلورة الكيان الليبي وترسيم حدوده وتذليل العقبات. وباستقلال ليبيا لم تتوقف مصر عن دعمها في مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية، فتوثقت العلاقات وعقدت الاتفاقيات، وكان النموذج المصري حاضراً في بناء الدولة الليبية.
هذا هو التاريخ الذي يُعيد نفسه من جديد، فقد دار الزمان دورته وعاد كل من المصريين والأتراك إلى سالف عهدهم بليبيا، فالأتراك يريدون أن يُعيدوا سُلطانهم الذي مضى عليه أربعة قرون عندما كانوا ينطلقون من شواطئ ليبيا للقرصنة في مياه البحر المتوسط، والمصريون بدورهم يعودون لدعم الشقيقة الغربية التي يرون أمنها واستقرارها سبيلهم إلى تحقيق أمنهم واستقرارهم الوطني.
السيسي وشيوخ قبائل ليبيا
خلال الأسبوع الماضي ، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفد مشايخ وأعيان القبائل الليبية، لبحث تطورات الأزمة هناك، في لقاء تحت شعار “مصر وليبيا.. شعب واحد ومصير واحد”.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر تحترم الشعب الليبي والدولة الليبية، مضيفًا: «احنا بنعزكم.. وأتحدث معكم كأخ يتابع الأحداث التي تمر في منطقتكم».
وأشار «السيسي»، إلى أن ليبيا تعرضت لتحولات شديدة خلال 10 سنوات، مؤكدًا أن البلاد إذا دخلت في حالة فوضى؛ لن تخرج منها إلا بجهود أبنائها ومشايخ قبائلها.
وتابع في رسالة لمشايخ القبائل: «مفيش حد هيقدر يقرر مصيركم.. لا يحق لأي جهة التحدث باسم ليبيا غيركم.. عليكم التكاتف سويا وتحديد المصير»، لافتًا إلى أن مصر تعتبر ليبيا كتلة واحدة لا شرق وغرب وجنوب.
وأكد الرئيس تطلع مصر الدائم لإرساء إرادة الشعب الليبي ودعمه في اختيار مساره وقيادته، مشددا على ضرورة وحدة الأراضي الليبية لا تقسيمها، متابعا: «احنا مش عايزين منكم حاجة.. وملناش مصالح في ليبيا.. مصر وليبيا أشقاء وأمنهم وسلامهم واستقرارهم ونموهم واحد».
وذكر السيسي، أن مصر توفر الساحة لمشايخ ليبيا من أجل التعبير عن رأيهم ومحاولة جمع القبائل على كلمة واحدة وهي «وحدة الأراضي الليبية»؛ ومن ثم دعم مصر ومساندتها للدولة الليبية.
وشدد على أن خط “السرت -الجفرة” المرفوض تجاوزه؛ هو بمثابة دعوة للسلام والاستقرار، لافتًا إلى أن مبادرة القاهرة لإنقاذ الوضع الليبي؛ كانت تكليلا للجهود الدبلوماسية التي كانت في برلين.
واستطرد: «حددنا خط (سرت-الجفرة) لوقف الاقتتال والسعي لبدء مساء سلام جديد لصالح ليبيا، ولكن أي تهديد لهذا الخط هو بمثابة تهديد لأمننا القومي»، محذرًا من تفشي الميليشيات المسلحة التي قد تصبح الدولة أسيرة لها، منوهًا أن الجيش هو الجهة الوحيدة المسموح لها بالتسلح تحت إشراف القيادة.
وأوضح السيسي، أن مصر عانت وتعاني من الإرهاب طيلة 5 سنوات حتى الآن، مؤكدًا أن الدولة لن تسمح باقتراب الميليشيات منها مجددًا، مضيفًا: «خلال عامين ماضيين لم نتدخل في ليبيا، واحترمنا مشاعر الشعب الليبي، لكن المرحلة الحالية حرجة.. وأؤكد أن تحركنا هو دعوة للسلام لا الحرب».
وأشار إلى أن الجيش المصري إذا دخل ليبيا سيكون بـ«طلب» من الليبيين، ويخرج بـ«أمر» منهم، موضحًا: «لا نريد سوى الاستقرار والسلام لمصر وليبيا.. مصيرنا مشترك».
وتابع الرئيس بالنص التالي:
أرحب بكم جميعا في بلدكم الثاني مصر، وأؤكد أن حضوركم في هذا التوقيت يبعث رسالة للعالم مفادها وحدة مصير البلدين، وأرحب بمشايخ القبائل من المنطقة الغربية في مصر، وأؤكد أن العلاقات تمتد على مر التاريخ ولا يمكن المساس بها، وأؤكد أن دفاع مصر عن ليبيا -والعكس صحيح- هو التزام ناتج عن التكاتف الوطني بين البلدين، كما أؤكد لكم على ثراء التاريخ المشترك بين البلدين في مواجهة أشكال الاستعمار كافة، وأن بطولات المصريين وعلى رأسهم الشيخ عمر المختار وكفاحهم على مر العصور للحصور على استقلالهم؛ خير دليل على رفض الشعب للتدخلات الخارجية الطامعة في الثروات الليبية.
إن مصر تعول على القبائل الليبية الحرة الرافضة لاستمرار الأوضاع الراهنة في ليبيا، وأؤكد على استعداد مصر لتقديم كافة جهودها لأشقائها الليبيين الراغبين بشكل صادق في إنهاء الأزمة الليبية.
وأؤكد أن مصر لن تسمح بتكرار تجربة الرهان على الميليشيات المسلحة في ليبيا، أو أن تتحول ليبيا لبؤرة للإرهابيين والخارجين عن القانون؛ حتى لو كلف هذا الأمر تدخل مصر بشكل مباشر في ليبيا لمنعه.
إننا ندعو كافة القبائل الليبية، لمراجعة موقف أبنائها المرابطين في صفوف القتال، وأحثهم على ترك السلاح والاندماج داخل جيش وطني موحد هدفه مصلحة البلاد، وليس لدي أطماع شخصية..
وخرج عن سياق الكلمة المكتوبة قائلا: «خلوني أتوقف وأقول إن احنا في مصر استقبلنا عندما كنت وزيرا للدفاع عامي 2012-2013، طلاب ليبيين في الكلية الحربية المصرية، ومستعدون لاستقبال الليبيين لتدريبهم وتعليمهم؛ ليكونوا نواة لجيش وطني ليبي، وإحنا مش بندرب الجيش على إنه يكون له انتماءات مختلفة.. هو انتماء واحد فقط.. انتماء للوطن، ليس انتماءً عقائديا أو دينيا.. الجيش يصهر المصريين في بوطقة الوطنية للدفاع عن وطنهم، وأي جهد هنعمله للليبين هيكون كده.. إننا نعملهم حب ليبيا والخوف عليها.
حالة الانقسام السياسي الراهنة لن تؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها؛ مع ضرورة التركيز على مسار التنمية والبناء خاصة في ظل معاناة الشعب الليبي من ويلات الحروب على مدار السنوات السابقة.. أؤكد لكم على تطابق الموقفين المصري والليبي الرافضين للتدخلات الأجنبية التي تستهدف ضرب الاستقرار وتطمع في ثروات الشعب الليبي.
وأشدد على أننا لن نرضى إلا باستقرار ليبيا سياسيا واجتماعيا، والخطوط الحمراء التي أعلنا عنها هي بمثابة دعوة للسلام.. ولكننا لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة أي تحركات تهدد أمننا القومي، خاصة في ظل تزايد عمليات الحشد الراهنة في محيط مدينة سرت.
إحنا بصراحة لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي تجاوز لهذا الخط، وأؤكدها لكم علشان الأمور تبقى واضحة، ياريت نقف عند هذا الخط ونبدأ الحوار السياسي؛ فمصر تتحدث الآن بعد صمت 6 سنوات؛ ولن نسمح بتحويل المنطقة الشرقية إلى منطقة غير مستقرة.
اسمحوا لي أن أقول لكم، إن مصر قادرة على تغيير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم حال رغبتها في ذلك، مصر لديها أقوى جيش في المنطقة وإفريقيا، لكنه جيش رشيد لا يعتدي ولا يغزو، وإذا احتجنا هذا الإجراء سنلجأ للبرلمان المصري حتى يأذن لنا التحرك في هذا المسار.
مصر كانت دوما تصر على الحل السلمي من خلال دفع الأطراف الليبية للمفاوضات، أؤكد لكم على عدم وجود أي مواقف مناوئة من جانب مصر للحكومة الغربية أو الشعب في طرابلس؛ حيث سبق أن استضفنا أقطاب المنطقة الغربية في القاهرة؛ في محاولة للتوصل إلى تفاهم ليبي مشترك بين طرفي الصراع.
لقد أكدت مجمل التطورات منذ إعلان القاهرة ما يلي:-
– عدم امتلاك أحد أطراف النزاع الإرادة السياسية وإمكانية اتخاذ القرار لوقف إطلاق النار واستكمال الأعمال السياسية، وذلك بعد سقوطه تحت سيطرة قوة خارجية توظفه لتحقيق أهدافها في المنطقة، بغض النظر عن مصلحة الشعب الليبي وهويته العربية والإسلامية.
– تزايد النفوذ الخارجي على الأراضي الليبية، والاستمرار في نقل المرتزقة والمتطوعين من سوريا؛ تمهيدا للسيطرة على مقدرات الشعب الليبي؛ خاصة من الثروة النفطية، أو لتشكيل قاعدة انطلاق لتهديد دول الجوار.. وبات هذا الأمر يهدد الأمن القومي المصري والليبي والعربي والإقليمي والدولي؛ وذلك يتطلب تدابير وإجراءات لإحباط هذه الإجراءات.
في 13 يونيو 2020، جاء بيان مجلس النواب الليبي معبرا عن المخاطر والتهديدات التي بات من حق شعوبنا العمل على مجابتهتها بكل قوة وحزم، خاصة مع حقائق محدودية الدول الذي يقوم به المجتمع الدولي في هذا التوقيت؛ انتظارا لما سيقوم به دفاعا عن هويتنا ومقدراتنا.
وإذا كان مجلس النواب الليبي وهو السلطة الوحيدة التي انتخبها الشعب بكامل إرادته، قد طالب من الجيش المصري إذا اقتدى الأمر التدخل لحماية السيادة الليبية، وتأمين مصالح الأمن القومي لبلدينا؛ فإن مصر على استعداد لاتخاذ كافة الإجراءات تحقيقا للمصالح المشتركة في مجابهة هذه التهديدات.
وأؤكد لكم، إن نجاح مصر في التعاون مع الجيش الوطني الليبي، لن يتحقق دون التعاون والتكاتف من القبائل الليبية، التي لها دول في غاية الخطورة؛ بسبب تحقيق الترابط والتصدي لأي مخططات لتهديد العمليات النفسية، فضلا عن مخاطبة الرأي العام العالمي بشأن رفض الميليشيات والمرتزقة والإرهابيين، وضرورة الوصول لحل سياسي.
سبق وقلت إن القوات المصرية عندما تدخل ليبيا، سيكون شيوخ القبائل على رأسهم بالعلم الليبي.
مصر عازمة على تقديم الدعم للأشقاء في ليبيا، وسنعمل خلف الجيش الوطني الليبي، وقبائل ليبيا ذات التاريخ المضيء في المقاومة العربية ضد الظلام.
وشكرا لكم على حسن الاستماع.
…
«صاحب البيت لا يستأذن في دخوله»..
ومن جانبهم ، أعلن مشايخ واعيان القبائل الليبية عن كامل تفويضهم للرئيس عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية السيادة الليبية واتخاذ كافة الاجراءات لتأمين مصالح الأمن القومي لليبيا ومصر ومواجهة التحديات المشتركة وذلك ترسيخا لدعوة مجلس النواب الليبي لمصر للتدخل لحماية الشعب الليبي والحفاظ على وحدة وسلامة اراضي بلاده.
وهتف مشايخ وأعيان القبائل الليبية الممثلة لأطياف الشعب الليبي للرئيس عبدالفتاح السيسي في بداية لقائه معهم، مرددين «تحيا مصر عاش السيسي عاش البطل».
فيما أكد الشيخ صالح، من قبيلة المغاربة، أن شيوخ القبائل الليبية تفوض الرئيس السيسي والجيش المصرى للتدخل في الشأن الليبي عند الضرورة، مشيرا إلى أنهم سعداء جدا بمواقف مصر وعلى رأسها الرئيس السيسي ودعمهم المستمر إلى ليبيا، حيث انها تقوم بذلك منذ سنوات ومنذ بداية الأزمة.
وأضاف الشيخ صالح،أن مصر برئيسها وقواتها كانت المتحدثة بإسم ليبيا دائما في أي مؤتمر صحفى أو في الحافل الدولية لعرض قضيتها، موضحا أن وزير الخارجية المصرى ينتقل من دولة إلى دولة لحل المشكلة الليبية.
وتابع أن الشعب الليبي لم يعد خائفا بعد الآن من أي إعتداء خارجى بسبب وقوف الرئيس السيسي مع الشعب الليبي، لافتا إلى أن ليبيا يعتبر جزء كبير منها محتلا الآن بسبب إحتلال المليشيات الإرهابية القادمة من سوريا.
كما وجه التحية لشعب مصر ورئيسها وجيشها وحكومتها، مضيفا أن ليبيا اضطرت لقتال الإرهابيين الذين لا يقبلون مصلحة الشعب الليبي.
في حين أكد الطيب الشريف خيرالله، أحد مشايخ القبائل الليبية، أن المبادرة المصرية من أجل دعم ليبيا لاقت احترام وتقدير جميع مشايخ ليبيا بالكامل.
وأضاف خيرالله أنه عندما يتحدث البعض عن مصر، نقول له إن تدخلها لحماية ليبيا واهلها ويعد تدخلا مشروعا لصد المستعمرين.
وتابع أن الروابط بين الشعبين المصري والليبي قوية، مؤكدا أن الأمن المصري من الأمن الليبي، فهو امن يزداد قوة ومتانه عند الشدائد.
وأشار الطيب الشريف خيرالله إلى أن قبائل ليبيا وجيشها ومجلس نواب يناشدون مصر ورئيسها وشعبها أن يقدمون الدعم لليبيا وتخليصهم من الاتراك ومن يساندهم.
وقال إن دفاع مصر عن ليبيا يعد دفاع شقيق عن شقيه وجار عن جاره، مؤكدا أن قبائل ليبيا وراء جيشنا ووراء القيادة المصرية.
ومن جانبه قال على محمد، رئيس المجلس الاعلى لقبيلة التبو في ليبيا، إن الجيش الليبي ما زال يحارب الإرهاب والاحتلال التركي الذي يأكل من خير بلادنا، موضحًا أن هناك جهودا كبيرة لمواجهة ما يهدد ليبيا.
وأضاف أن مصر الدرع الواقية للأمه العربية، وأكد أنه يتمنى حوار بين الأشقاء في ليبيا، كما قدم رئيس المجلس الاعلى لقبيلة التبو في ليبيا، التحية للرئيس عبدالفتاح السيسى ولـ الشعب المصري، على وقوفهم بجانب ليبيا.
تحدث الشيخ حافظ خطاب، أحد مشايخ القبائل الليبية، عن تدخل الجيش المصرى في ليبيا مشيرا إلى أن الأمن القومى الليبى والمصرى يعتبر واحدا.
في حين قال حافظ خطاب، أحد مشايخ وأعيان ليبا، أنه لا يوجد شك في أن مصر وشعبها وأشقاءها هم حماية ليبيا، موضحا بأن مصر والمصريين الأقرب لنا عرفيا وإجتماعيا وجغرافيا وتاريخيا ونحن أسرة واحدة وشعب واحد.
واكد أن قرار مجلس النواب الليبي بالسماح للجيش المصرى بالتدخل لحماية ليبيا وأمنها القومى وحماية للأمن القومى للمصريىن، يؤكد ان مصر وليبيا مصير وقضية واحدة.
وأشار إلى أن الشعب الليبي مستعد للتضحية من أجل شبر واحد منها، متابعا أن لقاء مشايخ القبائل الليبية بالرئيس السيسي يعتبر سجلا وتاريخا لهم.
وقال عبدالسلام عبدالعاضى، احد شيوخ القبائل الليبية، إن مصر غنية برجالها وجيشها ورئيس ذو حكمة وتدبير، داعيا الشعب المصرى للاتجاه إلى ليبيا لانها تحتاج إلى العمالة.
واشار إلى انه لا شك ان مصر وشعبها الشقيق هم عزوتنا دون ان نطلب منهم التدخل فهم الاقرب لنا عرفيا واجتماعيا وجغرافيا وتاريخيا، فنحن شعب واحد ولا نقبل التفريق.
وأردف: نحن احفاد عمر المختار ونسير على درب اجدادنا الاولين وما تركوه لنا، ولن نستسلم فننتصر أو نموت، ومستعدون للتضحية من اجل شبر واحد من ارض ليبيا أو العروبة بصفة عامة.
واضاف الشيخ مفتاح معتوق، كبير أحد القبائل الليبية، أن مصر غنية عن التعريف فتاريخها معروف ومشرف وعلى رأسها الرئيس السيسى وجميع اطياف الشعب المصرى.
ولفت إلى أن صاحب البيت لا يستأذن في دخوله، ومجلس النواب سمح للجيش المصرى بالتدخل حماية لليبيا عند الضرورة فنحن في مصير واحد وقضيتنا واحدة.
واكد ان شعار اللقاء «شعب واحد ومصير واحد»، ولا شك في ذلك، منوها إلى اننا نسعى لفتح أبواب السلام، ولكن اذ فرض علينا القتال فنحن لها.
وأردف: نحن أحفاد عمر المختار ونسير على درب أجدادنا الأولين وما تركوه لنا، ولن نستسلم فننتصر أو نموت، ومستعدون للتضحية من اجل شبر واحد من ارض ليبيا أو العروبة بصفة عامة.
وقال الشيخ سالم بوحرورة، أحد مشايخ قبائل ليبيا إن مصر وليبيا شعب واحد، و«نحن نفوض الجيش المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي لإنقاذ ليبيا من الاحتلال».
وتابع: «نؤيد مبادرة القاهرة، الداعمة لليبيا، وندعوا مصر لتطهير ليبيا من الجماعات الإرهاب ومحاسبة الإرهابيين».
وتابع: «ندعو لقيام دولة مؤسسات، ندعو لتكون الحكومة في مكان واحد، ويكون هناك توافق وطنى، ويكون هناك فتح المجال للمواطنين في المشاركة السياسية.