النائب أيمن محسب: القمة العربية القادمة ستتخطى الشجب والادانة وتصدر قرارات يلتزم بها الجميع

دور مصر محوري في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
هناك أوراق ضغط عربية كثيرة والولايات المتحدة لا تتحمل مقاطعة منتجاتها لأسبوع واحد.
أكد النائب أيمن محسب وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، على أهمية القمة العربية التي دعت لها مصر، لمواجهة دعاوى التهجير العلنية والغير مسبوقة والتي تتخطى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وقال محسب، إنه يتوقع موقفا عربيا موحدا ازاء هذا العدوان يختلف عن كل المواقف السابقة ويتعدى الشجب والإدانة. موضحا: ان هناك اصطفاف عربي كامل وراء موقف مصر وهذا دورها.
**ماذا عن الآمال العربية المعقودة على هذه القمة؟ وفي ضوء التحديات الراهنة؟
لاشك أن مصر تتحمل عبء القضية الفلسطينية على اعتبار أنها قضية أمن قومي، منذ قديم الأزل. ومنذ عام 1976 ومصر تقوم بهذا الحراك السياسي الداعم للقضية الفلسطينية.
وأعتقد أن الدعوة في هذا التوقيت مهمة جدا، بعد التحركات الأخيرة من جانب الادارة الأمريكية وحكومة تل أبيب، بعد طرح قضية تهجير الفلسطينيين بشكل غير مسبوق، فلأول مرة نسمع دعوات تهجير خطيرة جدا بهذا الوضوح وهذه العلانية، تتخطى أبسط قواعد القانون الدولي وفكرة السيادة. وهو تخبط غير عادي، والنظام الدولي كله سيتأثر بشكل غير طبيعي بمردود هذه الدعوات، وكأن قانون الغاب أصبح هو الذي يحكم الكرة الأرضية. من لديه قوة أكبر أو معدات أو أسلحة أكبر يفرض كلمته!! دون أدنى اعتبار للمعايير الدولية وميثاق الأمم المتحدة. ومن هنا رأت مصر أنه آن الآوان لتوحيد الدول العربية، وتخطي فكرة الشجب والادانة، فلابد من اتفاق عربي واضح وحلول عملية تواجه الواقع الحالي، وتحل القضية الفلسطينية وتعزز حل الدولتين بعيدا عن الحلول التقليدية.
وأول مرة ننتظر تصورات حقيقية، أعتقد حتما أنها ستكون مختلفة عن السابق بسبب التحديات الراهنة.
**هل تتوقع أن تكون هناك توصيات مختلفة تحقق الآمال المعقودة على القمة العربية؟
أعتقد أن التوصيات هذه المرة، ستكون مختلفة عن المعتاد من قبل والشجب والإدانة وسيكون هناك اتفاق عربي واضح وتوصيات ملزمة، ورفض للتهجير بشكل واضح وقاطع، واحترام سيادة فلسطين والدول المجاورة لها وهذه بديهيات في الظروف الراهنة. موقف عربي مواحد في مواجهة الغطرسة الأمريكية.
**كيف ترى دعوة مصر بالتنسيق مع البحرين لعقد القمة العربية؟
مصر طوال عمرها تتحمل عبء القضية الفلسطينية على كاهلها، وهذا دور مصر التاريخي ودورها المعتاد والمعهود لقيادة الأمة العربية، لاسيما خلال التطورات الكبيرة، وبغض النظر عن ظروفها الاقتصادية أو أحوالها الاجتماعية. فمصر في مثل هذه الظروف تقوم بدورها القيادي وتجمع كل أطراف الأزمة والدول المعنية وغيرهم لاتخاذ قرار واحد.
**هل يمكن للدول العربية الاصطفاف خلف الدولة المصرية لمواجهة التحديات الراهنة؟ وهل يمكن أن تصل الأمور إلى حد الصدام مع الولايات المتحدة، وما هي ردود الفعل المنتظرة حال الوصول إلى هذه المرحلة؟
-هذا كلام سابق لأوانه، ومصر تحملت في القضية الفلسطينية أكثر من أي دولة عربية أخرى وحاربت من أجلها، ولذلك عندما تتدخل من أجل السيادة الفلسطينية والمصرية والعربية، فلابد ان يكون هناك اصطفاف كامل في ظهر القيادة السياسية المصرية. والقمة هذه المرة ستتخذ قرارات واضحة والجميع سيكونون ملتزمون باتخاذ خطوات حاسمة، ولكن ليس لمواجهة الولايات المتحدة الامريكية أو اسرائيل ولكن لمواجهة كل من يحاول الاخلال بالنظام الدولي.
**هل يمكن ان تلتزم الولايات المتحدة بالتوصيات الصادرة عن القمة العربية؟
عندما تجد الولايات المتحدة نفسها في مواجهة كتلة عربية عظيمة أو اسلامية، وكتلة اقتصادية كبيرة، فإنه سيكون هناك تغير كبير وستتراجع حتما عن أطروحاتها حفاظا على المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
**كيف ترى انعقاد قمة خماسية قبل فعاليات القمة العربية؟
ستكون النواة الحقيقية لوضع الاستراتيجية العامة للعمل العربي المشترك، والاجتماع التمهيدي الذي سيحدد الأجندة خصوصا وانها قمة خماسية للدول المعنية بالتصريحات الأخيرة.
**هل يكون لرد الفعل العربي تأثير على الإدارة الأمريكية؟ وقراراتها؟
أعتقد أن الادارة الأمريكية، ستراجع نفسها مرة ومرات بعد القمة العربية القادمة، فليس من الحكمة أن تتجاهل الولايات المتحدة الأمريكية وهى الحليف لدول كبرى في المنطقة في مقدمتها مصر والسعودية أن تتخلى عن هذا كله لمصلحة إسرائيل. عندنا ستخضع لمصالح الشعب الأمريكي نفسها.
**كيف ترى تهديدات ترامب بقطع المساعدات عن مصر والأردن؟
ليكن معلوما للجميع أن الرئيس السيسي وقبل ان يكون زعيما فهو ضابط مصري، وشرف الدفاع عن العسكرية المصرية وعن الوطن، إحدى مقدساته وثوابته الشخصية وبالتالي فلا قيمة لأي تهديدات اذا كانت تمس المصلحة المصرية أو تمس سيناء الغالية، ولا يمكن أن يكون هناك تنازل في هذه المسألة لمواطن بسيط، فما بالك برجل أفنى عمره في خدمة وطنه.
**وماذا عن أوراق الضغط العربية في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية؟
الوطن العربي كتلة واحدة وجغرافيا واحدة، ولا يمكن أن تتجاهل هذه التهديدات وأوراق الضغط كثيرة، ولو تعطلت المنتجات الأمريكية لأسبوع واحد فقط وليس شهر في الدول العربية، فإن ذلك سيؤثر على واشنطن، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاهل هذه العلاقة الفريدة في علاقتها بالدول العربية.
**هل تتوقع أن تحقق القمة العربية نتائج إيجابية ملموسة؟
ستكون هذه الأزمة طريقا مختلفا في التعامل مع القضايا العالمية والاقليمية، فالتحديات هذه المرة غير طبيعية، وهذه الظروف الضاغطة سوف تضع المسار العربي على الطريق الصحيح وستكون أساس الحفاظ على الدول العربية.
** كيف ترى موقف الأردن.. البعض يحسبه موقفا ضعيفا؟
لم يكن موقف الأدرن موقفا ضعيفا وإنما موقف ملتزم بالاتفاق مع مصر والخطة مع مصر ولا يقل شأن الأردن على الاطلاق الرجوع الى مصر في هذه المسألة.
…
**كيف تلخص الموقف المصري من التطورات على الساحة الفلسطينية؟
مصر تلتزم بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وترفض بشكل قاطع أي محاولات لفرض واقع جديد على الأرض عبر التهجير القسري، فذلك انتهاكًا خطيرًا للمواثيق الدولية. ومصر تبذل جهودًا مكثفة لحشد موقف دولي موحد ضد أي ممارسات تهدف إلى تقويض حق الفلسطينيين في البقاء على أراضيهم. كما تواصل القاهرة اتصالاتها مع مختلف الأطراف الفاعلة لتكوين تحالف دولي قوي يرفض أي تغييرات ديموغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن الأهمية، في هذه الظروف تفعيل قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف، باعتباره الحل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. فمصر رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها، تواصل دعمها السياسي والإنساني للفلسطينيين، سواء من خلال المساعدات المباشرة أو عبر الضغط على القوى الدولية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية. وستواصل دورها المحوري في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
**كيف ترى موقف مجلس النواب من التطورات في غزة؟
هناك وقفتين من مجلس النواب الأولى بعد 7 أكتوبر مباشرة ، والأخرى قبل شهر واحد وهناك اصطفاف كامل وراء القيادة السياسية في كل ما تتخذه من قرارات ثقة في حكمتها لمواجهة هذا العدوان الغاشم، ونحن في حالة انعقاد دائم واصدار بيانات لمتابعة الوضع.