في ذكرى انتصارات أكتوبر افتتاح المرحلة الأولى لتطوير مدينة العريش.. وحسن راتب: سيناء ستكون بعثا جديدًا للاقتصاد المصري
د. حسن راتب: كلما جاء شهر أكتوبر أشعر بالزهو والفخر
لا تتوقف الجهود من جانب القيادة السياسية للبلاد، الرئيس السيسي، في العمل في يناء على محورين، الأول التصدي للارهاب بكل قوة، وتطهير سيناء من آفة الإرهاب الأسود المدمر، ومواصلة عمليات التنمية والبناء والتعمير.
ولعل أبلغ دلالة على ذلك ما ذكره الجهاز المركزي للتعمير، عن رصد نحو 180 مليار جنيه لتنمية سيناء خلال السنوات الأخيرة.
وفي ظل هذه الجهود، واصلت محافظة شمال سيناء، احتفالاتها بالذكرى ال47 لانتصارات السادس من أكتوبر عام 1973.
حيث افتتح الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، يرافقه المهندس محمود فهمى نصار، نائب وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ورئيس الجهاز المركزى للتعمير، المهندس محسن سعيد رئيس جهاز تعمير سيناء والقناة، والمهندس ناجى ابراهيم محمد، رئيس منطقة تعمير شمال سيناء، بجانب هشام الخولي نائب المحافظ، وأسامة الغندور سكرتير عام المحافظة والدكتور حسن راتب رئيس مجموعة سما العريش، ومجلس أمناء جامعة سيناء، وعدد من القيادات والمواطنين، فعاليات المرحلة الأولى لمشروع تطوير العريش .
وأعلن المحافظ، أن المرحلة الأولى من مشروع تطوير وتجميل مدينة العريش، شملت رفع كفاءة وتطوير عدد 5 ميادين، وهى السادات «ميدان الرفاعى بوسط مدينة العريش»، النصر، الشهداء «الساعة سابقًا»، بنك القاهرة، وشهداء الكتيبة 103 «الميناء سابقًا» بتكلفة بلغت 50 مليون جنيها.. حيث تم تطوير كل ميدان تطويرًا كاملا من أعمال الإنارة والتشجير والبردورات والأرصفة، وغرف تصريف مياه الأمطار، وصنابير الحريق، وأعمال الحماية اللازمة، وأعمال النوافير والنصب التذكارية، بجانب الرصف الكامل للميادين والمحاور والطرق المؤدية إليها.
وأضاف المحافظ أن مشروع تطوير مدينة العريش منحة رئاسية لأهالي مدينة العريش، بسبب الظروف التي مرت بها المدينة خلال السنوات الماضية، وتم وضعه ضمن مقترحات الخطة الجديدة لجهاز تعمير سيناء “منطقة تعمير شمال سيناء”، باعتمادات تصل إلى 150 مليون جنيها على عدة مراحل من اجمالى خطة المنطقة لتنفيذ عدة مشروعات في مختلف القطاعات لتغطية جميع مناطق المحافظة بالخدمات والمرافق اللازمة للمواطنين .
من جانبه أكد المهندس محمود فهمى نصار نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ورئيس الجهاز المركزى للتعمير، أن مشروع تنمية وتطوير مدينة العريش من 3 مراحل بتكلفة تقديرية 150 مليون جنيها بهدف اظهار الوجه الحضارى لمدينة العريش، مشيرا إلى أن مشروع تطوير العريش، تم بناء على توجيهات الرئيس السيسى، باظهار الوجه الحضارى لها، والتيسير على أهلها، إلى جانب تخليد ذكرى كل من قام بواجبه وضحى من أجل الوطن، حيث أن المرحلة الأولى تضم تطوير 5 ميادين والمحاور الرابطة، بينها بتكلفة 50 مليون جنيها، وتشمل المرحلة الثانية تطوير المدخل الغربى للمدينة، وشارع الفاتح بتكلفة 60 مليون جنيها تتضمن التطوير الكامل للمدخل الغربى للمدينة، حتى نادى عثماثون بطول 11 كيلو مترا، على أن يشمل شارع الفاتح 4 حارات لكل اتجاه ورفع كفاءته كاملا من أسفلت ورصف وتشجير وأرصفة وإنارة ليصبح الواجهة المشرفة للعريش، بينما تشمل المرحلة الثالثة تطوير كورنيش العريش بطول 9 كيومترات من الحديقة الدولية وحتى مبنى المحافظة القديم ويشمل التطوير انشاء كورنيش كامل وممشى سياحى وأعمال انارة كامل وأماكن انتظار وأماكن أخرى للخدمات ليكون متنفسا طبيعيا ومزارا سياحيا لأهالى سيناء والزائرين بتكلفة تقديرية مبدئية 40 مليون جنيها
وحول الميادين التي تم تطويرها وتنميتها، قال المهندس ناجى ابراهيم محمد رئيس منطقة تعمير شمال سيناء، إن ميدان السادات «الرفاعى سابقًا» يحمل اسم الزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، وصاحب قرار العبور، ويعتبر من أهم الميادين في مدينة العريش لوقوعه وسطها، حيث يوجد مسجد الرفاعي، والموقف القديم، ومنطقة الأسواق والمحال التجارية الكبرى والفنادق والمدارس، وعدد من المنشآت الحكومية الهامة، ويعتبر أنه المتنفس الرئيسى لأهالى المدينة والمترددين عليها، ويشتمل الميدان على نافورة ثلاثية ونصب تذكارى للرئيس أنور السادات.. إلى جانب تطوير الميدان بالكامل بجميع الأعمال من أرصفة وبلدورات وأماكن لذوي الاحتياجات الخاصة، وتشجير وغرف صرف الأمطار، وإنارة كاملة للميدان ومحيطه، وموقف خاص بالميدان ومنافذ لبيع الوجبات السريعة، ورصف كامل للطرق المؤدية إليه والمرتبطة به لخدمة 100 ألف نسمة، بتكاليف وصلت إلى 9 ملايين جنيها .
ويعد ميدان النصر ثانى أكبر ميادين مدينة العريش، ويقع بمحيط مسجد النصر بالعريش، ويتوسط شارع 23 يوليو، وتقاطعه مع شارع الجيش، وشارع الساحة، ويحتوى على أعرق مسجد بالمدينة وهو مسجد النصر، وقد تم إزالة الميدان القديم بالكامل وتعديل الاتجاهات وتطوير ورفع كفاءة جميع الشوارع المحيطة والميدان، حيث اشتمل تطوير الميدان على جميع الأعمال من أرصفة وبلدورات، وأماكن لذوى الاحتياجات الخاصة، وأشجار النخيل، وغرف تصريف مياه الأمطار والإنارة الكاملة للميدان، ومحيطه والشوارع المؤدية، وانشاء نافورة ونصب تذكارى ولوحة جدارية لتخليد ذكرى النصر العظيم واحياء التراث السيناوى، ويعد الميدان متنفسا للمواطنين ويخدم 40 ألف نسمة لوقوعه في منطقة مكتظة بالسكان، وعدد من المنشات الهامة، ومحطة وقود ومسجد كبير ودار مناسبات ومنطقة تجارية وسوق رئيسى، وذلك بتكلفة وصلت إلى 8 ملايين جنيها .
كما يعد ميدان شهداء الكتيبة 103 صاعقة «الميناء سابقًا» ثالث أكبر ميادين العريش، ويعد من الميادين الهامة بالعريش، فهو يربط بين المدخل الرئيسى لديوان عام المحافظة وميناء العريش البحرى، بجانب وقوع عدد من المنشآت الأمنية والحكومية والأهلية في محيطه، ويتكون من ميدان رئيسى بوسطه شعار المحافظة ولوحة جداريه كبيرة لشهداء الكتيبة 103 صاعقة «معركة البرث» الذين ضحوا بحياتهم في معركة الشرف والكرامة، وأرصفة وبلدورات وأشجار، علاوة على الإنارة الكاملة للميدان ومحيطه، وبخدم نحو 40 ألف نسمة من المواطنين المترددين على المحافظة وميناء العريش والمصالح الحكومية بتكلفة بلغت 9 ملايين جنيها . ويقع ميدان الشهداء «الساعة سابقًا» في مدخل مدينة العريش وهو ملتقى عدة شوارع رئيسية وبمحيطه عدد من المنشات والبنوك والكافيهات والمطاعم، ويشتمل على ساعة كاملة على شكل مثلث بثلاث اتجاهات، ونافورة.. علاوة على تطوير الميدان بالكامل بجميع الأعمال من أرصفة وبردورات وأماكن لذوى الاحتياجات الخاصة والتشجير وصرف الأمطار والإنارة الكاملة للميدان ومحيطه، ويخدم 30 ألف نسمة.. حيث يقع في منطقة مكتظة بالسكان والمنشآت الخدمية الهامة، وبلغت تكلفته 8.5 ملايين جنيها .
ويعد ميدان بنك القاهرة، من الميادين التي تعتبر متنفسا للمواطنين، ويشتمل على نافورة على هيئة شلال مياه يعطى أضواء براقة ليلا، وتم تطوير الميدان بالكامل بجميع الأعمال ليكون متنفسا للمواطنين، ويخدم 20 ألف نسمة لأهمية المنطقة التي يقع بها الميدان، وبتكلفة بلغت 2.5 مليون جنيها .
وعلق الدكتور حسن راتب، رئيس مجموعة سما العريش، ومجلس أمناء جامعة سيناء، أنه بمرور الوقت، تحولت ذكرى انتصارات أكتوبر إلى مناسبة من أعز المناسبات القومية بالنسبة للشعب المصرى لما تحمله من معانٍ نبيلة، أهمها على الإطلاق أنها تبعث فى النفوس الشعور بالزهو والفخر بقواتنا المسلحة، وما استطاع أن يحققه الجندى المصرى من انتصار أقرب إلى المعجزة بكل المقاييس العسكرية العالمية. وعلى الرغم من ذلك، فإن ذكرى أكتوبر تمثل بالنسبة لى نقطة فارقة وفاصلة فى حياتى كلها.
وأضاف كلما جاء شهر أكتوبر، عِشتُ معه حالة تنتابنى من النشوة والشعور بالفخر، إنها سبعة وأربعون عامًا مضت على هذا النصر، لكنه فى حقيقة الأمر لا يزال محفورًا فى الذاكرة وكأنه كان بالأمس القريب، فقد كنتُ آنذاك مجندًا فى سلاح المهندسين بعد أن تخرجت فى عام ٧٢، شأنى شأن كل الخريجين الجامعيين الذين التحقوا بالقوات المسلحة منذ سنوات، ولا أحد يعلم إلى متى يمكن أن تستمر فترة التجنيد، فمنذ هزيمة عام ١٩٦٧ كل من التحق بالجيش يظل مجندًا ولا يدرى متى تنتهى مدة خدمته.. وأتذكر أننى حينما كنت فى مركز التدريب وقف ضابط برتبة مقدم يشرح لنا صعوبة عملية عبور قناة السويس، وكيف أنها من أعقد العمليات العسكرية التى يمكن أن تواجه جيشًا يفكر فى أن يحارب، فهذا المانع المائى لم يتم تركه على طبيعته، فقد قامت إسرائيل بعمل شبكة ضخمة من المواسير المربوطة بخزانات ضخمة قاموا بملئها بالنابالم، تلك المادة الحارقة التى تشتعل فوق الماء وذلك لاختلاف الكثافة، ما يتسبب فى أن يتحول هذا المجرى المائى فى لحظات إلى نار الله الموقدة فتلتهم هذه النيران كل من يحاول أن يفكر فى عبور القناة.. وكانت هذه المسألة هى أصعب وأخطر المعوقات فى العبور، ولَم تكن هذه هى العقبة الوحيدة فحسب، بل استطاعت إسرائيل أن تبنى أكبر خط حصين بخنادق محصنة أطلق عليه خط بارليف استخدمت فيه القضبان الحديدية التى كانت فى خط السكك الحديدية الممتد عبر سيناء القنطرة غزة، وقد كانت حصونًا منيعة محكمة قيل إنها تحتاج إلى قنابل ذرية حتى يتم تدميرها، بالإضافة إلى الساتر الترابى الضخم فى شرق القناة الذى كانت به مخلفات الحفر لهذه القناة.. وكل تلك العناصر فى حقيقة الأمر أصبحت موانع عصية كلها على العبور.
وتأتى الملحمة وأعيش اللحظة الحاسمة وأنا أستمع إلى البيان رقم واحد.. إنها الضربة الجوية الأولى ويتبعها مباشرة عبور القوات المصرية شرق القناة دون خسائر تذكر.. ما هذه العظمة؟ وما تلك المعجزة؟ وكيف؟
إنها ملحمة القوات المسلحة المصرية التى أصبحت ولا تزال، بل ستظل يتم تدريسها فى الأكاديميات العسكرية فى كل أنحاء العالم.
واليوم ومع كل هذه الانجازات والمشاريع، فنحن نثق تمامًا أن سيناء سوف تكون بعثًا جديدًا لاقتصاد مصر، نثق تمامًا أن سيناء ستكون ثرواتها التحتية المتمثلة فى وديانها وسهولها وجبالها وكل خيراتها ستكون مصدرًا للنماء ومصدرًا للتطور والنمو بدلًا من أن تكون مصدرًا لتصدير القلاقل والاضطرابات ومعقلًا للإرهابيين والمتطرفين.