هزة أرضية بقوة 6.24 تضرب كريت وتُشعر بها مصر.. هل تتأثر البلاد بالنشاط الزلزالي في المتوسط؟

شهدت منطقة شرق البحر المتوسط، صباح اليوم الخميس 22 مايو 2025، هزة أرضية قوية بلغت قوتها 6.24 درجة على مقياس ريختر، وقعت قبالة جزيرتي كريت وسانتوريني اليونانيتين، وشعر بها سكان عدة مناطق في مصر، بما في ذلك القاهرة والإسكندرية. الزلزال أثار تساؤلات حول مدى تأثير النشاط الزلزالي المتكرر في المتوسط على الأراضي المصرية.
تفاصيل الزلزال الأخير
أعلن معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية في بيان رسمي أن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل سجلت الزلزال على بعد 499 كيلومترًا شمال مرسى مطروح، موضحًا أن الزلزال كان بعمق بلغ 60 كيلومترًا، وهو ما ساعد في تخفيف حدة تأثيره على المناطق البعيدة مثل مصر.
وأكد المعهد أن الهزة لم تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية، مشيرًا إلى ورود بلاغات من المواطنين بالشعور بالهزة الأرضية دون أي تداعيات سلبية.
مصر والزلازل.. ما حجم الخطر؟
رغم أن مصر تقع خارج نطاق الصفائح التكتونية النشطة، إلا أنها قد تتأثر بشكل غير مباشر بالزلازل التي تحدث في شرق المتوسط، وخصوصًا تلك التي تقع بالقرب من جزيرتي كريت وقبرص، وهي مناطق تُعد نشطة زلزاليًا بشكل يومي، حيث تتراوح شدة الزلازل فيها غالبًا بين 2 إلى 4 درجات.
ويشير خبراء الجيولوجيا إلى أن 90% من الزلازل عالميًا تحدث عند التقاء الصفائح التكتونية، وهي مناطق تبعد نسبيًا عن الحدود المصرية. ولذلك، تُصنف مصر ضمن البلدان الأكثر استقرارًا زلزاليًا.
المناطق المعرضة للنشاط الزلزالي داخل مصر
ورغم الاستقرار العام، تُشير الدراسات إلى أن هناك مناطق محدودة في مصر قد تشهد نشاطًا زلزاليًا محدودًا، مثل:
- خليج العقبة
- منطقة السويس
وتُعد هذه المناطق أكثر عرضة لهزات خفيفة إلى متوسطة الشدة، لكنها لا تمثل خطرًا كبيرًا على السكان أو البنية التحتية وفقًا للمعدلات التاريخية.
القاهرة تحت السيطرة بعد الهزة
في أعقاب الزلزال الأخير، أكدت محافظة القاهرة أنها على تواصل دائم مع الحماية المدنية والأجهزة الأمنية، موضحة أن جميع الأمور كانت تحت السيطرة، ولم تُسجل أي خسائر مادية أو بشرية نتيجة الهزة الأرضية.
كما تم طمأنة المواطنين بأن الزلزال الذي وقع في كريت بعيد جغرافيًا عن الأراضي المصرية، وأن التأثير الذي شعر به البعض كان سطحيًا وغير مقلق.
هل هناك ما يدعو للقلق مستقبلاً؟
يشدد الجيولوجيون على أن الزلازل القوية في شرق المتوسط قد تُشعر بها مصر أحيانًا، لكنها نادرًا ما تُسبب أضرارًا، وذلك بسبب:
- بعد مركز الزلزال عن الكتل السكانية المصرية.
- عمق الزلازل الذي يُخفف من قوتها عند الوصول إلى اليابسة.
- طبيعة البنية التحتية في معظم المدن المصرية والتي أصبحت أكثر استعدادًا لمثل هذه الهزات.
خلاصة
رغم الزلزال القوي الذي وقع في البحر المتوسط اليوم، فإن مصر لا تزال آمنة من التهديدات الزلزالية الكبرى، بفضل موقعها الجغرافي البعيد عن نقاط التقاء الصفائح التكتونية. ومع ذلك، يبقى رصد النشاط الزلزالي ومتابعة التطورات أمرًا ضروريًا لضمان السلامة العامة والاستعداد لأي طارئ.