رئيس مجلس الإدارة والتحرير
داليا ابو شقة
أخبارحوارات وتحقيقات

الوزراء: «الأتوبيس الترددي» نقلة نوعية لوسائل النقل الذكية على الطريق الدائري

مشروع مستدام بطول 113 كيلومتر يخدم القاهرة الكبرى
يشكّل مشروع الأتوبيس الترددي على الطريق الدائري حلًا حضاريًا لتنظيم حركة الركاب، إذ خُطط مساره بطول 113 كيلومتر ليغطي معظم المناطق الحيوية والتقاطعات الرئيسية حول القاهرة الكبرى. ويُنفَّذ هذا المشروع لأول مرة في مصر كأحد وسائل النقل الجماعي المستدامة، ليسهم في تقليل زمن الرحلات ويخفض الاعتماد على السيارات الخاصة، بما يدعم جهود الدولة في خفض الانبعاثات وتحسين جودة الهواء.

تشغيل تجريبي للمرحلة الأولى من الزراعي حتى أكاديمية الشرطة
بدأت وزارة النقل التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى التي تمتد من تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي وحتى محطة أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة. يمر المسار التجريبي بمناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة وتقاطعات حيوية تشمل طرق الإسكندرية الزراعي، والسويس، والإسماعيلية الصحراوي، ما يتيح خدمة فعّالة لمرتادي القاهرة الكبرى القادمين من مختلف المحافظات.

تكامل كامل مع المترو ومراكز النقل
اختيرت المحطات بعناية لضمان التكامل مع منظومة النقل الجماعي القائمة؛ إذ ترتبط المرحلة الأولى بالخط الثاني للمترو في شبرا الخيمة، وبالخط الأول في المرج، إضافة إلى محطة عدلي منصور المركزية. هذا الترابط يسهّل على الركاب الانتقال بين وسائل النقل المختلفة بسلاسة، ويعزز كفاءة الشبكة ككل، محققًا رؤية الدولة لتوفير شبكة نقل متكاملة وآمنة.

طاقة استيعابية عالية وزمن تقاطر منتظم
يستهدف المشروع نقل أكبر عدد ممكن من الركاب في أقل وقت، مستندًا إلى أتوبيسات عالية السعة وزمن تقاطر قصير يحدّ من فترات الانتظار. وتعمل منظومة التحكم الذكية على متابعة حركة الأتوبيسات في الوقت الفعلي، ما يضمن الالتزام بالمواعيد ويقلل الاختناقات المرورية على الطريق الدائري، الذي يعد الشريان الرئيسي للحركة حول العاصمة.

راحة وأمان وتجربة ركوب متميزة
أجمع المواطنون الذين استقلوا الأتوبيس الترددي في مرحلة التشغيل التجريبي على أن الخدمة تمثّل نقلة ملموسة في مستوى الراحة والأمان. فالمقاعد المريحة، والمكيفات، وأنظمة المراقبة داخل المركبات، إلى جانب كفاءة السائقين، جميعها عناصر رفعت رضى المستخدمين. كما أثنى الركاب على تسعيرة التذكرة الملائمة لمختلف الشرائح، ما يشجع على الاعتماد على هذه الوسيلة الحديثة بدلًا من الوسائل التقليدية.

دعم تنموي للبيئة الحضرية وتقليل الانبعاثات
يتماشى المشروع مع استراتيجية الدولة للتحول نحو نقل صديق للبيئة يحد من انبعاثات الكربون. فعند اكتمال المراحل الثلاث، سينقل الأتوبيس الترددي مئات الآلاف يوميًا، ما يخفف الضغط عن شبكة الطرق ويرفع كفاءة استهلاك الوقود. ويأتي ذلك انسجامًا مع المبادرات الوطنية للحد من التلوث وتعزيز جودة الحياة للمواطنين.

نقلة تكنولوجية في إدارة وتشغيل النقل العام
اعتمدت وزارة النقل نظامًا رقميًا لإدارة الأسطول يراقب السرعة والتقاطر واستهلاك الطاقة، ويرسل تنبيهات فورية لأي أعطال أو ازدحام محتمل. ويتيح هذا النظام لمركز التحكم اتخاذ قرارات سريعة لتحسين الأداء وتقديم خدمة متواصلة بلا تأخير. كما يجري تطوير تطبيق للهواتف الذكية يمكّن الركاب من تتبع الأتوبيسات في الوقت الحقيقي وحجز المقاعد إلكترونيًا مستقبلًا.

نظرة مستقبلية لإكمال المراحل المتبقية
تستعد الوزارة لإطلاق المرحلتين الثانية والثالثة بعد الانتهاء من تقييم بيانات التشغيل التجريبي. ومن المقرر أن يمتد المسار ليغطي الطريق الدائري بالكامل، مع إضافة محطات تبادلية جديدة ومواقف انتظار سيارات (Park & Ride) لسهولة الدمج مع وسائل النقل الأخرى. وبدعم الخطط الحكومية المستمرة لتحديث قطاع النقل، يُتوقع أن يصبح الأتوبيس الترددي جزءًا أساسيًا من البنية التحتية الذكية، مانحًا القاهرة الكبرى نموذجًا يحتذى به في النقل الحضري المستدام.

زر الذهاب إلى الأعلى