الصراع السياسى بتوظيف دينى
الصراع السياسى بتوظيف دينى
بقلم- داليا أبوشقة
عقب مقتل مدرس التاريخ الفرنسى على أيدى متطرف إسلامى لم تنجرف الدولة المصرية إلى حملة الهجوم على باريس التى قادتها تركيا برئاسة أردوغان رغم كل التحفظات والرفض للإساءة إلى الرسول الكريم والملاحظ أن الأصوات الوجدانية اقتصرت على الدفاع بالرأى عن الرسول صلى الله عليه وسلم والقاهرة تشارك فرنسا لأن مصر اكتوت بنار الإرهاب من الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان وما حدث فى مدينة نيس أعلنت مصر تضامنها فوراً مع فرنسا ضد الإرهاب الأسود.. والواقع يقول إن باريس لديها أزمة اجتماعية مع حوالى 6 ملايين مسلم يعيشون فى فرنسا وأغلبهم ممن يعتقدون فى الفكر المتطرف الذى يهدد علمانية الدولة وفرنسا أكبر دولة فى أوروبا يعيش فيها هذا العدد من المسلمين وغالبيتهم من المغرب العربى ولقد حاول أردوغان الخليفة الواهم قيادة حملة شعواء ضد فرنسا تحت ستار الدين الإسلامى ولكن العقل المصرى فوت الفرصة على أردوغان ومن المعروف أن هناك خلافات بين تركيا أردوغان وفرنسا ولقد وصف وزير الخارجية التركى أردوغان فى سبتمبر من هذا العام بأنه شخص جن جنونه وهو تصريح أو إعلان بعمق الخلافات بين البلدين وليس لها علاقة بالغضب التركى المفتعل للإساءة إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأردوغان يرى أن فرنسا مثل مصر تمثل شوكة فى حلق أطماعه التوسعية وسياساته العدوانية فى ليبيا وفى سوريا.
وفى الملف اليونانى أظهرت فرنسا تضامناً واضحاً مع اليونان خاصة فى عمليات التنقيب عن الغاز كما لعبت فرنسا دوراً محسوباً لها فى عملية ضبط الحياة السياسية والأمنية فى لبنان وبذلك قطعت فرنسا الطريق أمام تركيا فى لبنان ويرى أردوغان الحالم الواهم أن فرنسا تحاول تشكيل حلفاً إقليمياً لمناهضة تركيا بالتنسيق بين إسرائيل ومصر وقبرص بجانب اليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين كان سيكون مستحيلاً لولا التحركات الإيجابية الفرنسية والقصة فى البداية والنهاية ليست فى الإساءة إلى الإسلام والرسول الكريم كما يدعى أردوغان فهو أحد من أساءوا إلى الإسلام بدعمه للإرهاب وتصديره إلى الغرب ولكن هو صراع سياسى بتوظيف دينى.