رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
داليا ابو شقة
حوارات وتحقيقات

النائب عفت السادات وكيل لجنة الشؤن الخارجية بمجلس الشيوخ لـ “إشراقات”: ترؤس مصر مجلس السلم والأمن الافريقي مرتين خلال 5 سنوات يؤكد دورها الريادي

جاء تولي مصر رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي، ليؤكد  على الدور المصري البارز أفريقيا، ويكشف كذلك عن التحديات الجسام التي تنتظر الرئاسة المصرية في ظل النزاعات والمشاكل الموجودة.

 وهو ما كان دافعا لنا للتوجه بالحوار مع النائب عفت السادات، وكيل لجنة الشؤن الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ. لسؤاله عن دلالات تولي مصر لهذا المنصب مرتين في أقل من خمس سنوات، وطبيعة التحديات والملفات الشائكة التي ستواجهها مصر خلال رئاستها للمجلس، والمهام المنوط بها رئيس المجلس خلال دورته.

 وكذلك ما يتعلق بمبادرة “إسكات البنادق” التي تبنتها ودعمتها الدولة المصرية لتهدئة النزاعات والصراعات في القارة، ودور الدبلوماسية المصرية في تحقيق التقارب بين شعوب القارة في ظل التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم من حولنا، وكيف أصبحت مصر المدافع الأول عن حقوق ومشاكل القارة على  الساحة الدولية؟ والمنتظر في تحركات مصر في ملف سد النهضة والأزمة السودانية وغيرها..

حول هذه القضايا وغيرها، جاء حوارنا مع النائب عفت السادات وكيل لجنة الشؤن الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، للتوقف أمام كل هذه القضايا..

وإلى نص الحوار:-

….. 

**مصر تتولى رئاسة مجلس الأمن الأفريقي.. كيف ترى تولي مصر لهذا المنصب مرتين في أقل من خمس سنوات؟  

هو حصاد السياسة المصرية المتوازنة في علاقتها مع العالم وأفريقيا بشكل خاص.

ومسألة ترؤس مصر مجلس السلم والأمن الأفريقي مرتين خلال 5 سنوات، يؤكد تعامل مصر بحيادية وتوازن كامل لكافة المصالح على المستوى الأفريقي. أو ما يخدم أفريقيا بشكل عام مع العالم. وهو دائما ما يكون محل ترحيب من كل الدول الأفريقية. ونحن في مصر نشعر أن العلاقات المصرية الأفريقية تغيرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وهناك اهتمام كبير بتعزيز التعاون مع أفريقيا في مجالات الاقتصاد وغيرها، وهو ما يؤكد على مكانة مصر وتقدير الدول الأفريقية لهذا الدور بشكل تام، وهو دور ريادي لمصر الجميع تعود عليه.

فتولي مصر رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي ابتداءً من أكتوبر الحالي ولمدة عامين، يعكس دورها القيادي في القارة والمنطقة، إلى جانب رؤيتها التي مكنتها من إيصال مواقف القوى الإقليمية والدولية في التعامل مع القارة الإفريقية بشكل مغاير. خصوصا وأن مجلس السلم والأمن الأفريقي يتحمل مسؤولية إنهاء النزاعات والصراعات، وهو ما يمنح مصر ثقلاً كبيراً على الساحة الدولية، فهذه الرئاسة تعد إضافة جديدة تعزز مكانة مصر في عيون الدول الإفريقية، خاصة فيما يتعلق بدورها في المحافل الدولية.

 

** ماذا عن طبيعة التحديات والملفات الشائكة التي ستواجهها مصر خلال رئاستها للمجلس؟

 

مصر تتعامل بمنظور العمل الجماعي وليس بشكل منفرد وحريصة على مراعاة المصالح الكلية للدول الأفريقية، وبالتالي أي مواقف سياسية أو غير سياسية خلال رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الأفريقي، ستكون مبنية على تقدير الموقف لهذه المصالح. والتباحث والتفاهم مع الدول الأفريقية المعنية بهذه القضية أو غيرها.

وبالنسبة لمصر، فإن القضية الأولى والكبرى هى موضوع منابع النيل وأثيوبيا واحترام أثيوبيا للاتفاقيات الدولية، وهى التي تتهرب من الالتزام الكامل بها حتى اللحظة. وأعتقد أن هذه ستكون الشغل الشاغل لمصر خلال الفترة القادمة وطوال رئاستها للمجلس.

 

** ما هي المهام المنوطة بها رئاسة المجلس خلال الدورة الحالية؟

 

مجلس السلم والأمن الأفريقي يتحمل مسؤولية إنهاء النزاعات والصراعات وهذا يمنح مصر، ثقلا كبيرا على الساحة الدولية، وهذه الرئاسة لمصر تعد إضافة جديدة، تعزز مكانة مصر في عيون الدول الأفريقية خاصة فيما يتعلق بدورها في المحافل الدولية.

وقد انتخبت عضوًا في هذا المجلس  في شهر فبراير الماضي خلال اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، حيث تمثل إقليم الشمال. وفترة عضوية مصر في مجلس السلم والامن الإفريقي ستمتد حتى عامين، ورئاسة هذا المجلس تتم بالتناوب ما بين الأعضاء.
ومجلس السلم والأمن الإفريقي، هو إحدى الأجهزة الخاصة بالاتحاد الإفريقي، نظرًا لصلاحياته الواسعة، فهو يتشكل من 15 دولة إفريقية، ومصر كانت عضوًا في المجلس أربع مرات، وبالتالي هذه العضوية والرئاسة للمجلس ستكون الخامسة.

 

**هل يمكن أن نشهد تحركا في ملف سد النهضة؟

 

وارد جدا ومصر تتحرك أفريقيا وفي أماكن كثيرة، وتساعد الأشقاء الأفارقة في الصومال وأريتريا وفي مناطق أفريقية كثيرة وتمد يد العون، وتذكرهم بأهمية الدولة الوطنية. وأعتقد أن موضوع سد النهضة، بالنسبة لنا من الموضوعات الهامة للغاية  وتشغل الشعب المصري، وكما قال الرئيس السيسي ان مصر لن تفرط في نقطة مياه واحدة.

 

**وماذا عن المهام الأخري المنوطة بها مصر خلال رئاستها الحالية لمجلس السلم والأمن الأفريقي؟

 

 

النزاعات الموجودة في أفريقيا، وتأكيد الوعي بالدولة الوطنية خصوصا وأننا نرى العديد من الانقلابات وهى التي تُضيع الدول والأوطان والمزايا الاقتصادية  لبعضها. ولا ننكر أن بعض الدول الاجنبية استغلت الكثير من الدول الافريقية منذ فترة الاستعمار، فهذه الانقلابات هى المشكلة الحقيقية في أفريقيا.

 

ومن بين المهام كذلك، التأكيد على السلم وتأكيد على الدولة الوطنية أيا كانت الدولة ومحيطها، وهو ما سيكون الشغل الشاغل لمصر. ولا يمكن أن ننسى ان مصر لا تتأخر أبدا عن تقديم أي عون أو استشارات او أي قدرات لتعزيز الوضع الاقتصادي أو السياسي أو العسكري ومساندة الجميع في المحافل والمؤتمرات الدولية.

 

** ماذا عن مبادرة “إسكات البنادق” التي تبنتها ودعمتها الدولة المصرية لتهدئة النزاعات والصراعات في القارة؟

 

تهدف لإقرار الاستقرار في أفريقيا، ولكن لا يجب أن ننكر أن هناك موجات من التغيير وموجات من الغضب داخل أفريقيا والأجيال الجديدة تشعر بالظلم ولذلك يرفضون أمورا كثيرة. لكن مع ذلك فإن مصر تحاول إيصال رسالة إنه مهما كان الغضب فلا يجب ان يأتي على حساب مصلحة الدولة الوطنية أو ينجر ذلك للحروب الأهلية، لأن هذا في النهاية يضر البلد. وليس هو الهدف الإصلاحي وليس هو التغيير المنشود. فالتورط في حروب أهلية أو منازعات تتلاشى معه أي نوايا للاصلاح او الاستقرار ومصر تحاول ان تبث هذه الروح داخل أفريقيا. ولقد مررنا بهذه الفترة وواجهنا الجماعات الارهابية والتطرف، واليوم مصر دولة وطنية قوية وبقوتها ومؤسساتها  واستقرارها واعادة البناء فيها على النحو القائم اليوم، رسالة للجميع بأن يستوعبوا النصيحة من مصر.

 

**كيف تقيم التحركات المصرية على مدار السنوات العشر الماضية لتدعيم وتعزيز علاقاتها مع دول القارة؟

 

يحسب للدول المصرية وللرئيس السيسي على وجه الخصوص ومنذ اليوم الأول، عدم التدخل في السياسات الداخلية لأي دولة، وعدم الانحياز لأي جهة من جهات النزاع أو الخلافات الموجودة، بل على العكس تبصرهم مصر بالحلول والمشاكل القائمة وكيفية التعامل معها. فدور مصر دور رائد من الناحية السياسية في هذه المرحلة وأمام أي خلاف.

 

** هل لنا أن نلقي الضوء على عمليات نهب وسرقة موارد القارة الأفريقية، التي قامت بها الدول الاستعمارية الكبرى، وتحركات مصر لتعويض دول القارة عما لحق بها من أضرار؟

 

مصر لا تتأخر أبدا عن أن تساند أي قضية عادلة لأي من الدول الأفريقية في سبيل استقرارها أو نيل حقوقها وحرياتها، لكن من المهم أن نعرف أن مصر وفي الأول والآخر لا تستطيع أن تقوم بدور أكثر  من دور الناصح، وتقديم الخبرة والاستشارة، واؤكد ان نهج مصر ومنذ تولى الرئيس السيسي الحكم، ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة.، لكنها لا تتأخر كذلك في الدفاع عن المطالب العادلة أمام مختلف المنظمات والأمم المتحدة وغيرها، وتكون هذه فرصة للدول الأفريقية لكي تعبر عن مواقفها ورؤاها وتصحح بعض الأوضاع لديها.

 

** ما الذي تنتظره الدول الأفريقية من مصر بعد إعادة توليها رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي؟

 

هذا سيتوقف على القضايا المطروحة أمام المجلس، لكن بشكل عام مصر تنتهج نهج متوازن فهى لا تنحاز لأي طرف، ومصر ستتعامل بمنتهى الشفافية  وبمنطلق الصالح العام للدول الأفريقية مع مختلف القضايا التي ستطرح على المجلس دون الانحياز لأي طرف من الأطراف.

 

**كيف ترى الأزمة السودانية ودور مصر؟

 

بالتأكيد سيكون هناك تحركات، فالسودان امتداد استراتيجي وعمق مصري حقيقي، ومصر تقوم بدور محوري لحل الأزمة ومواقف مصر واضحة، ونحن مهمومين بأوضاع أهلنا في السودان، ونحاول أن نمد لهم يد العون وأن تزول هذه الغمة. ولا يجب ان نغفل أن الازمات متلاحقة وسريعة، لكن مصر يقظة وموجودة بداخل مختلف الأزمات وتقوم بدور فاعل وقوي.

زر الذهاب إلى الأعلى