قصة الحرب الرابعة ونصر أكتوبر 1973
ملف يكتبه- أحمد الأمين
لكل أمة أيامها الغراء التى جاءت ببشائر الخير والانتصار ومن أيام مصر الحاسمة والخالدة على مر الزمان يوم 6 أكتوبر 1973 الذى عبرت فيه الهزيمة وانتزعت النصر واستعادة الحق السليب.
مصر استطاعت قيادة وجيشاً وشعباً أن تبدد شبح الهزيمة.
قرار الحرب
لم يكن قرار خوض حرب أكتوبر مجرد قرار نظرى اتخذه الرئيس السادات فى لحظة إلهام أو اندفاع وإنما جاء تتويجاً لإرادة أمة جريحة كان عليها أن تثبت أنها قادرة على المواجهة واتخذت مصر وسوريا سرياً بعيداً عن توقع أى دولة أخرى واتفقا على ساعة الصفر بينما كانت إسرائيل مشغولة بالانتخابات ومشغولة بهجرة اليهود السوفيت وكذلك كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى قد استراحا على الاسترخاء العسكرى فى المنطقة وكان قرار الحرب تحت عنوان «توجيه صادر إلى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل على».
ساعة الصفر
وفى الساعة 1405 يوم السبت 6 أكتوبر 10 رمضان يوم كيبور حدث الانفجار على الجبهتين المصرية والسورية لتنفيذ العملية «بدر» وهكذا بدأت الحرب الرابعة وانطلقت القوات المسلحة المصرية جواً وبحراً وبراً لتنفيذ العملية المباركة «بدر» وفى خلال أقل من ساعة كانت القوات المصرية قد أحكمت ضرب مواقع الرادار والمطارات ومراكز القيادة والمواقع الحصينة فى شرم الشيخ وفى تيران بالإضافة إلى محطات التشويش الإلكترونى.
العبور
بعد ساعة واحدة من تحرك الجيش المصرى أقدم جيوش الدنيا استطاعت أن تعبر قناة السويس وأن تحتل خط بارليف بعملية تدرس فى أكبر المعاهد العسكرية فى العالم وفى خلال ساعات قليلة تمكن الجيش المصرى الهمام من استعادة الجزء الأكبر من الشاطئ الشرقى للقناة وسقط كل التحصينات وخط بارليف المنيع فى أيدى القوات المصرية وفى اليوم الثالث من أيام الحرب بدأت معارك الدبابات الضارية على أرض سيناء ولقد وصفها رجال العسكرية الدوليين بأنها أعنف المعارك منذ الحرب العالمية الثانية ولقد قامت القوات المسلحة بتحطيم الهجمات المضادة وتم تحرير مدينة القنطرة شرق وتم استعادة هذه الأرض الغالية من ثرى مصر المحروسة.
عساف ياجورى
هذا اليوم من أروع أيام القتال فى سجل الحرب الرابعة فقد تصدت القوات المصرية للهجمات المضادة الكثيفة ومنها دبابات اللواء الأول الإسرائيلى التى تحولت إلى حطام واستسلم قائد اللواء العقيد عساف ياجورى ومعه المئات من الحاربين هذا كله فى حين خاضت البحرية المصرية معارك شرسة انتهى بإراق 5 زوارق بحرية للعدو ولقد حاولت القوات الجوية الإسرائيلية مهاجمة القوات الجوية المصرية باستخدام طائرات الفانتوم والسكاى هوك ولقد باءت محاولات الهجوم بالفشل الذريع وخسارة 16 طائرة وأسر 4 طياريين.
معارك الدبابات
استمرت القوات المسلحة المصرية فى دعم مراكزها فى حين قامت الحكومة الإسرائيلية بإجراء تغييرات كبيرة فى قيادات الجيش واستدعاء عدد من قيادات الجيش السابقين ولقد تميز اليوم الخامس من أيام القتال بعمليات عنيفة بالمدرعات وتوالت خسائر الجيش الإسرائيلى ولقد تم الاستيلاء على عدد من دبابات 6031 هذا وقد بلغ حجم إنفاق إسرائيل خلال الأيام الخمسة من الحرب 1920 مليون دولار أى أن الساعة الواحدة كلفت إسرائيل 10 ملايين دولار.
تكثيف الجسر الجوى
أصبحت معركة مصر وإسرائيل على جبهتين شرق القناة حيث معارك الدبابات تؤازرها المدفعية والقوات الجوية فى مواجهة نيران وصواريخ الدفاع الجوى وفى الضفة الغربية حيث نجح تسلل القوات الإسرائيلية من الثغرة محاولين الاستيلاء على السويس ولكن كل محاولاتها تحطمت وتكبدت خسائر فادحة واستمر القتال بعنف فى سيناء وناضل الجيش المصرى بجسارة وصبر حتى تحرير سيناء وفى تمام الساعة السادسة والدقيقة 25 مساء الاثنين 22 أكتوبر توقف القتال بناء على قرار مجلس الأمن واستجابت الأطراف المتحاربة لقرار مجلس الأمن وانتهت العربية العربية الإسرائيلية الرابعة.
لجنة إجرانات
قال موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلى أيام حرب أكتوبر إن حرب أكتوبر كانت زلزالاً تعرضت له إسرائيل وأظهر لنا ما كنا لا نراه ولقد تشكلت لجنة عسكرية قانونية شكلها مجلس الوزراء الإسرائيلى عقب حرب 6 أكتوبر مباشرة للوقوف على حقيقة ما حدث وتكونت اللجنة من 5 أفراد يترأسهم القاضى شيمون اجرانات رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية ولقد اكتشفت اللجنة فى تقريرها حجم التقصير الشديد الموجه لقادة جيش الدفاع الإسرائيلى الذين كانوا يعتقدون أنه لا يهزم.
مع الوضع فى الاعتبار أنه فى يوم التاسع من أكتوبر بدأت الولايات المتحدة إرسال جسر جوى بأحدث أسلحة الولايات المتحدة ومنها الصاروخ TWO المضاد للدبابات ولسرعة توصيل هذه الأسلحة تم نقل الأسلحة والذخائر من قواتها المتمركزة من ألمانيا مباشرة إلى العريش لسرعة وصول هذا الدعم إلى الجيش الإسرائيلى فى ميدان القتال.. لذلك عندما نحتفل سنوياً بالسادس من أكتوبر.. هذا اليوم الذى أعاد للجيش المصرى كرامته نتذكر الشهداء والأبطال الذين قدموا أرواحهم لتحقيق النصر العظيم والانتصارات المصرية فى العصر الحديث.